وقد أجاد أدباء العرب بتصويرهم للصحبة ، حيث سمّوا الحمار صاحبا فقالوا :
إنّ الحمّار مع الحمار مطية |
|
فإذا خلوت به فبئس الصاحب |
وأيضا فقد سمّوا السيف صاحبا فقالوا :
جاورت هندا وذاك اجتنابي |
|
ومعي صاحب كتوم اللسان |
يعني السيف.
وعند تتبع آيات القرآن الكريم يجد المرء عدة منها توضّح صورا مختلفة عن الصحبة ، سواء أكانت خيّرة أم شريرة ، فقد تكون الصحبة بين ولد ووالدين مختلفين بالاعتقاد كقوله تعالى :
(وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) (١).
وقد تكون بين مؤمن ومؤمنة كقوله تعالى :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) (٢).
وقد تكون بين جارين قريبين أو بعيدين وبين رفيقي السفر لقوله تعالى :
(وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) (٣).
فالجيرة من أبرز مصاديق الصحبة ، بحكم تلاصق البيوت والنفوس مع بعضها البعض ، لذا قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : الجيران ثلاثة : جار له ثلاثة حقوق : حق الجوار ، وحق القرابة ، وحق الإسلام ، وجار له حقان : حق الجوار وحق الإسلام ،
__________________
(١) سورة لقمان : آية ١٥.
(٢) سورة التوبة : آية ٧١.
(٣) سورة النساء : آية ٣٦.