وعن جبلة بن سحيم عن أبيه عن أمير المؤمنين قال : لو ثنّى لي الوسادة وعرف لي حقي لأخرجت لهم مصحفا كتبته وأملاه عليّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١)
وروى محمد بن سيرين عن عكرمة قال :
لما كان بدء خلافة أبي بكر قعد عليّ بن أبي طالب في بيته يجمع القرآن. قال : قلت لعكرمة : هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول؟ قال : لو اجتمعت الإنس والجن على أن يألفوه هذا التأليف ما استطاعوا.
وقال ابن جزى الكلبي :
كان القرآن على عهد رسول الله مفرّقا في الصحف وفي صدور الرجال فلما توفى ، جمعه عليّ بن أبي طالب على ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد (٢).
وقال الشيخ المفيد في المسائل السرويّة :
«وقد جمع أمير المؤمنين عليهالسلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره ، وألّفه بحسب ما وجب تأليفه ، فقدّم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ، ووضع كل شيء منه في حقه» (٣).
وقال العلّامة المجلسي قدّس سره : وفي أخبار أهل البيت عليهمالسلام : أنه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلّا للصلاة حتى يؤلّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه ثم خرج إليهم به في إزار يحمله ، وهم مجتمعون في المسجد ، فأنكروا مصيره بعد انقطاع ، فقالوا : لأمر ما جاء أبو الحسن ، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال : إن رسول الله قال : إني مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وهذا الكتاب وأنا العترة ، فقام إليه الثاني ـ أي
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٨٩ / ٥٢.
(٢) التسهيل لعلوم التنزيل ج ١ / ٤.
(٣) بحار الأنوار ج ٨٩ / ٧٤.