وآذاهم ، مع أن رفعة شأنهم عند الله تعالى وعند رسوله مما لا ينكره أحد إلا من أنكر ضوء الشمس ونور القمر ، وسيأتي إن شاء الله تفصيل ذلك في الصفحات التالية.
واعتداؤه على بيت الطهر وفيه مفاخر الإسلام عليّ وفاطمة والحسنان ، مما أوجب ندم أبي بكر وهو على فراش الموت ولكن لا ينفع الندم وفي قلبه حقد على آل محمد فقال : «والله ما آسى إلّا على ثلاث فعلتهنّ ، ليتني كنت تركتهنّ ، وثلاث تركتهن ليتني فعلتهنّ ، وثلاث ليتني سألت رسول الله عنهنّ ، فأما اللاتي فعلتهن وليتني لم أفعلهنّ ، فليتني تركت بيت علي وإن كان أعلن عليّ الحرب ، وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان هو الأمير وكنت أنا الوزير ، وليتني حين أتيت بذي الفجاءة السلمي أسيرا أني قتلته ذبيحا أو أطلقته نجيحا ولم أكن أحرقته بالنار .... وأما اللاتي كنت أود أني سألت رسول الله عنهنّ فليتني سألته لمن هذا الأمر من بعده؟ فلا ينازعه فيه أحد ، وليتني كنت سألته : هل للأنصار فيها من حق؟ وليتني كنت سألته عن ميراث بنت الأخ والعمة فإن في نفسي من ذلك شيئا» (١).
الطعن العاشر :
ظلمه لمولاتنا فاطمة عليهاالسلام واغتصابه فدكا منها.
لقد ذكر عامة المؤرخين قصة فدك وأن أبا بكر سلبها من السيّدة المعظّمة الزهراء البتولعليهاالسلام وجعل ذلك كله بزعمه صدقة للمسلمين.
فقد عاشت السيّدة المطهّرة روحي فداها مأساة بعد مأساة مذ رحل أبوها رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكأنّ القوم أرادوا أن يتشفوا من رسول الله بابنته مولاتنا فاطمة عليهاالسلام ، والجانب المأساوي الذي عاشته روحي فداها ذو شقين :
الأول : الجانب النفسي.
__________________
(١) الإمامة والسياسة ص ٣٦ ـ ٣٧.