نبشها ، فأنت أعلم. فقال أبو بكر : اذهب فإنّه أحقّ بها منّا ، وانصرف الناس (١).
٣ ـ روى الطبرسي عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا بويع أبو بكر ، واستقام له الأمر على المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك من أخرج وكيل «السيّدة» فاطمةعليهاالسلام بنت رسول الله منها ، فجاءت فاطمة الزهراء عليهاالسلام إلى أبي بكر ، ثم قالت : لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك ، وقد جعلها لي رسول الله بأمر من الله؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود! فجاءت بأم أيمن ، فقالت له أم أيمن : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجّ عليك بما قال رسول الله ، أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال :
أم أيمن امرأة من أهل الجنّة؟ فقال : بلى ، قالت : فاشهد أن الله عزوجل أوحى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فجعل فدكا لها طعمة بأمر الله.
فجاء الإمام علي عليهالسلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتابا ودفعه إليها ، فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب؟ فقال : إن فاطمة عليهاالسلام ادّعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعليّعليهالسلام ، فكتبته لها.
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ، فتفل فيه ومزّقه (٢)!!
__________________
(١) الاختصاص ص ١٨٣ ، وما ورد في النصّ من أنها كانت تريد أن توصي «لابن الزبير» لعلّه تصحيف «للزبير بن العوّام» ولأن عبد الله بن الزبير كان صغيرا آنذاك ، من البعيد جدا بل من المقطوع به أن لا توصي الصدّيقة إليه لعدائه لأهل البيت عليهمالسلام ، ويظهر ـ والله أعلم ـ أن ابن الزبير هو «عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ابن عم النبيّ وهو أخو ضباعة بنت الزبير ، وكان الزبير أخا عبد الله أبي رسول الله وأخا أبي طالب لأبيهما وأمهما ، وشهد عبد الله قتال الروم في عهد أبي بكر .. راجع ترجمته في أسد الغابة ج ٣ / ٣٤١ رقم ٢٩٤٨.
(٢) وفي رواية ذكرها المحقق العلّامة المقرّم في كتابه «وفاة الصدّيقة الطاهرة» ص ٧٨ نقلا عن كتاب اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء : أن الزهراء قالت لعمر : بقرت كتابي بقر الله بطنك.