هي النتيجة التي استقرت عليها الأمة بعد وقعة صفين وبعد اختفاء الإسلام النبوي ، وسيادة الإسلام القبلي على يد بني أميّة ، ذلك الإسلام الذي تعبّر عنه عقيدة أكثر الفرق الإسلامية والذي تحوّل إلى دين الأغلبية بدعم الحكومات المتعاقبة من عصر بني أمية حتى اليوم.
الملمح الرابع : مظلوميته عليهالسلام بأمي هو ونفسي وأهلي ، فقد عاش مظلوما طيلة حياته ، فقد ظلمه المسلمون الأدعياء حينما تركوه وحيدا فريدا لم يمتثل أمره ، منذ رحل النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بل لقد ظلمه بعض الصحابة في حياة رسول الله عند ما حسدوه فشكوه إلى النبي حتى قال لهم كلمته المشهورة : «ما تريدون من عليّ فإنه نفسي وإنه مني وأنا منه وهو وليّ كل مؤمن بعدي» (١).
لقد ظلموه في نفسه وفي زوجه الصدّيقة فاطمة عليهاالسلام عند ما اقتحموا داره ليبايع قهرا ، مع أن الذين قهروه على البيعة أمثال أبي بكر وعمر كانوا قد بايعوه في غدير خم ثم نقضوا بيعتهم تلك.
وظلم من قبل عائشة بنت أبي بكر حيث شنّت حربا ضروسا عليه وحرّضت محبيها على قتاله ، ومع إحسانه إليها لم يسلم من لسانها يوم الجمل عند ما أوصلها إلى المدينة برفقة نسوة مقنّعات فنادت : «بأن عليا هتك سترها» ثم لمّا رفعن الأقنعة عن وجوههنّ قالت : «جزى الله عليا خيرا فقد سترني».
كما أنه ظلم من قبل معاوية وأتباعه ، وقد تعدّى ظلم أعدائه له عليهالسلام إلى أولاده من بعده ، فظلم الإمام الحسن ثم أخوه الإمام الحسين ثم أولاده المعصومون عليهمالسلام.
ولم يقتصر الظلم عليه وعلى زوجه وأولاده بل شمل أبويه المباركين أبا
__________________
(١) فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ج ١ / ٣٣٩.