سكنى أزواج النبي في بيوت النبي من الخصائص ، فلما استحققن النفقة لحبسهنّ استحققن السكنى ما بقين ، فنبّه البخاري بسوق أحاديث هذا الباب وهي سبعة على أنّ بهذه النسبة تتحقق دوام استحقاق سكناهنّ للبيوت ما بقين ، اه.
وقال القسطلاني في إرشاد الساري ج ٥ / ٣١٠ : أسندت [عائشة] البيت إلى نفسها ووجه ذلك أنّ سكن أزواجه عليه الصلاة والسلام في بيوته من الخصائص ، فكما استحققن النفقة لحبسهنّ استحققن السكنى ما بقين ، فنبّه على أن بهذه النسبة تحقق دوام استحقاقهنّ لسكنى البيوت ما بقين ، اه.
فالقارئ جدّ عليم عندئذ بأنّ أم المؤمنين لم يكن لها من حجرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا السكنى فيها كالمعتدة ، وليس لها قطّ أن تتصرف فيها بما يترتب على الملك.
والخطب الفظيع عدّ الحفّاظ هذا الاستيذان وهذا الدفن من مناقب الخليفة ذاهلين عن قانون الإسلام العام في التصرف في أموال الناس.
ولست أدري بأيّ حق أوصى الإمام الحسن السبط الزكيّ صلوات الله عليه أن يدفن في تلك الحجرة الشريفة؟ وهل منعته عائشة عن أن يدفن بها؟ أو أذنت له وما أطيعت؟ ـ ولا رأي لمن لا يطاع ـ فتسلّح بنو أمية وقالوا : لا ندعه أن يدفن مع رسول الله وكاد أن تقع الفتنة .. لم هذه كلها؟ أنا لا أدري (١)!
أقول : إن الحق الذي من أجله استدعى الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام أن يدفن في تلك الحجرة هو قرابته من رسول الله ، فهو وريث جده وأمه سيدة النساء فاطمة عليهاالسلام الوريثة الوحيدة لرسول الله محمّد ، ويضاف إلى هذا سبب آخر هو كونه إمام هذه الأمة ، فالأولى أن يدفن بجانب جدّه ، وهل هناك أولى من الإمام الحسن عليهالسلام حتى يدفن بقربه دون سبط النبيّ وريحانته؟!
__________________
(١) الغدير ج ٦ / ١٩١.