تراب ، أكرمكم عند الله أتقاكم ، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد! قالوا : نعم ، قال : فليبلّغ الشاهد الغائب» (١).
هذه نبذة من بدع عمر بن الخطاب رواها العامة في مصادرهم ، فإن كانوا صادقين بصحتها ، فكيف يجوز حينئذ الاقتداء بمن طعن فيه بهذه المطاعن؟ وإن كانوا كاذبين ، فالذنب لهم ، والوزر عليهم وعلى من يقلّدهم. حيث عرفوا كذبهم فنسبوا الروايات إلى الصحة ، وجعلوها واسطة بينهم وبين الله تعالى.
لكننا نعتقد أن جلّ تلك الروايات الدالة على المطاعن إن لم يكن جميعها تكشف حقيقة عن ماهية الشيخين ومن جاء بعدهما عثمان (٢) ومعاوية ومن لفّ لفهم ودار في فلكهم ، فعلى الاتباع أن يصغوا لصوت الحق ويفتحوا آذان قلوبهم للحقيقة ، قال تعالى :
(يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٣).
بهذا نكون قد انتهينا من إثبات بطلان خلافة المشايخ الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ، وهنا نرجع إلى المحاورة بين العلوي والملك.
__________________
(١) الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ج ٦ / ١٨٧.
(٢) سيأتي لاحقا ذكر مطاعن عثمان بن عفّان.
(٣) سورة الأحقاف : ٣١ ـ ٣٢.