رابعا : لو كان التحدث عن «الخلافة» التي هي من مصاديق تاريخنا ، أمرا مضى زمنه ، فلما ذا ذكر القرآن سنن الغابرين كفرعون وهامان والنمرود؟ ولما أشار القرآن الكريم إلى وجوب السير في الآفاق الأرضية والأنفسية والتاريخية لأخذ العبرة والعظة :
(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (١).
(يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٢).
(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (٣).
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (٤).
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ) (٥).
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (٦).
إن البحث عن مفهوم الإمامة والخلافة في الإسلام بصدق إرادة وقوة عزم ، يمكن من خلاله أن يكتشف الباحث حقيقة كثير من المفاهيم الضائعة أو المطموسة ، لأن كل مفاهيم الإسلام أو جلّها مرتبط بنظام الإمامة المتمثل بشخص مولى الثقلين سيّدنا عليّ بن أبي طالب روحي فداه بعد النبيّ الأكرم
__________________
(١) سورة يوسف : ١١١.
(٢) سورة النساء : ٢٦.
(٣) سورة آل عمران : ١٣٧.
(٤) سورة الأنعام : ١١.
(٥) سورة الروم : ٤٢.
(٦) سورة النمل : ٦٩.