ونحن نسأل : هل يكفي الكتاب لنفهم أحكامه وفيه آيات محكمات وأخر متشابهات؟ وكيف يكون الكتاب حسبنا ، وقد قال الله في الكتاب : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (١).
(قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) (٢).
ومن فصّل لعمر وللمسلمين الصلاة وشرائطها وأجزائها وكذا الزكاة والصوم والحج وبقية الأحكام؟! فهل فصّلها لنا عمر أم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! وهل هناك آيات فصّلت لنا أن صلاة الصبح ركعتين والظهر أربعا والمغرب ثلاثة؟!
وهلّا دلّنا عمر على آية تفصّل لنا أحكام الصوم أو غيرها من أحكام الإسلام؟!
٢ ـ إن ترك اليهود والنصارى لكتبهم لم يكن سببه إقبالهم على كتب علمائهم وإنما يرجع إلى العلماء أنفسهم الذين حرّفوا لهم كتبهم فأطاعوهم ، فالعلة كانت من العلماء لا من الأتباع فحسب ، وإلا لو كانت قراءة الكتب سببا لتحريف الشرائع المقدّسة لكان على المسلمين اليوم أن يكتفوا بالقرآن دون السنّة المطهّرة ودون الانكباب على كتب الأقوام والشعوب الأخرى ، فتكون النتيجة أن نتوقع ضمن منظومتنا العربية فقط بنظر عمر بن الخطّاب!.
فلم يكن زجر عمر الآخرين عن مطالعتهم لأفكار الفرس والعجم إلا لعقدة نقص في ذاته تنم عن جهله وبغضه للمعارف والعلوم ، ويشهد لما نقول :
ما روي من أن عمر جاءه رجل ، فقال : إن ضبيعا التميمي لقينا يا أمير المؤمنين ، فجعل يسألنا عن تفسير حروف من القرآن ، فقال : اللهم أمكنّي منه ،
__________________
(١) سورة الحشر : ٧.
(٢) سورة آل عمران : ٣٢ ويجدر بالقارئ أن يطالع الآيات التالية : آل عمران ١٣٢ والنساء ٥٩ والمائدة ٩٢ الأنفال ١ و ٢٠ و ٤٦ وطه ٩٠ والنور ٥٤ ـ ٥٦ ومحمد ٣٣ والمجادلة ١٣ والتغابن ١٢.