والاجتماعية الشائكة ، كيف يمكن لغير اتباعه «أقصد الأشاعرة» أن يرفعوا المغاث ويضعوا المغيث؟!!
فالنظر في التاريخ الغابر ضرورة علمية لا غنى عنها ولا مناص من مزاولتها لأنها وحدها كفيلة بأن تطلعنا على حقيقة ما جرى في الماضي لفهم ما يجري في الحاضر. فالخلافة التي دار النزاع عليها بين الخاصة والعامة ، وسفك من أجلها دماء لها بعدان مهمان :
الأول : البعد الزماني :
المتجلي في كون أصحاب الحق في فترة زمنية معينة قد اغتصب حقهم وأزيحوا قهرا عن مناصبهم التي جعلها تعالى لهم ، هذا البعد وإن كنّا لا نعيد البحث فيه لتصرّم تلك الفترة الزمنية وذهاب أعيانها ، إلّا أننا ما زلنا نطالب أتباع مدرسة الشيخين بالاعتراف بأنّ أمير المؤمنين عليا عليهالسلام هو صاحب الحق دون سواه ممن جاءوا إلى الخلافة بمرسوم سياسي لا علاقة له بالتشريع والأخلاق ودساتير العلم والقانون.
الثاني : البعد الديني :
أي أن الإمامة أو الخلافة لها بعد روحي ديني باق أثره إلى يومنا هذا ، ومن واجب المسلمين الأخذ به وهو أن الإمام عليّا عليهالسلام إمام المسلمين وقائد الغر المحجلين بنص الأدلة الدالة على أنه المنفّذ لأحكام وأوامر الشريعة وبسط نفوذها ، إضافة إلى كونه مرجعا يرجع إليه في حل المشاكل التي تطرأ على المسلمين فيما يتعلق في مجالي العقيدة والسلوك ، أو فيما يستجد من موضوعات يترتب عليها حكم شرعي.
فإذا غضضنا الطرف عن البحث في مسألة الإمامة يعني أننا طرحنا المفهوم العقيدي والسلوكي اللذين لا بدّ أن يتحلى بهما كل مسلم ، ونكون قد فشلنا في