من بلغه حديث من الأحاديث من عوام الخلق يجب عليه سبعة أمور : التقديس والتصديق ثم الاعتراف بالعجز ثم السكوت ثم الإمساك ثم الكف ثم التسليم لأهل المعرفة.
أما التقديس فأعني به تنزيه الرب سبحانه عن الجسمية وتوابعها.
وأما التصديق فهو الإيمان بما قاله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأن ما ذكره حق وهو فيما قال صادق وأنه حق على الوجه الذي قاله وأراده.
وأما الاعتراف بالعجز فهو أن يقر بأن مراده ليست على قدر طاقته وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته.
وأما السكوت فإنه لا يسأل عن معناه ولا يخوض فيه ويعلم أن سؤاله عنه بدعة ، وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه وأنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر.
وأما الإمساك فأن لا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى والزيادة والنقصان منه والجمع والتفريق بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه من الإيراد والإعراب والتصريف.
وأما الكف ، فإنه يكف باطنه عن البحث عنه والتفكير فيه.
وأما التسليم لأهله فأن لا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه فقد خفي على رسول الله أو على الأنبياء أو على الصدّيقين والأولياء.
فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على العوام لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف في شيء منها (١).
أما تفسيره للتقديس فغير معتمد عند السلف لأن مرادهم من التقديس هو تقديس كلمات السلف ، وليس تنزيه الرب عن الجسمية ، وذلك لوقوعهم في مغبّة
__________________
(١) عقائد السنة لصالح الورداني ص ٤٢ نقلا عن إلجام العوام عن علم الكلام للغزالي.