بل قد تمسك بها كما تمسك بغيرها كخبر الغدير والمباهلة وغيرهما.
وقوله : «إن الأمير عليهالسلام لم يتمسك بالآية يوم الشورى» لا يخلو من أمرين :
ـ إما أنّه أراد به عدم ورود تمسكه بها في أخبارهم.
وإما أنه أراد به عدم ورود خبر على ذلك من طرق الخاصة.
فإن كان الأول فمسلّم إلّا أنه لا يوجب القطع بعدم التمسك ، إذ جلّ المسائل الاعتقادية الحقة لم يرد به رواية منهم ، وهو لا يدل على انتفاء تلك المسائل واقعا.
وإن كان الثاني ففيه منع ، وذلك لورود أخبار كثيرة عند الخاصة (١) تشير إلى أنه عليهالسلام تمسك بالآية كما تمسك بغيرها من الآيات والأخبار ، ولم يتمسك الأمير عليهالسلام بالآية في الشورى فحسب بل احتج بها على أبي بكر لمّا ولي الخلافة ، فقد ورد عن ابن بابويه بإسناده عن أبي سعيد الوراق عن أبيه عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الإمام علي بن أبي طالب عليه وآله السلام أنه قال :
فأنشدك الله ـ يا أبا بكر ـ أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي يوم الغدير أم أنت؟ قال : بل أنت.
قال : فأنشدك بالله ألي الولاية من الله مع رسوله في آية الزكاة بالخاتم أم لك؟ قال : بل لك (٢).
فظهر مما ذكرنا غفلة الناصب اللعين عن أخبار الشيعة أيدهم الله تعالى ، ولا غرو في ذلك فإنه جاهل بما هو أعظم من ذلك ، وليس ذلك من الظالمين ببعيد.
__________________
(١) لاحظ الاحتجاج للطبرسي ج ١ / ١٩٢ وبحار الأنوار ج ٣١ / ٣٢٠ نقلا عن أمالي الشيخ والخصال والإرشاد.
(٢) الاحتجاج ج ١ / ١٦١ وغاية المرام نقلا عن مجالس الشيخ.