أما النقطة الأول: مما لا ريب فيه عند الفريقين أن موردها أهل الكساء هم : الرسول الأعظم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليّ وسيّدة النساء الصدّيقة فاطمة والإمامان الحسن والحسين عليهم أجمعين آلاف التحية والسلام. ولا خلاف بين المسلمين في أن مورد الآية هم هؤلاء الأطهار ، لكنّ بعض الشواذ من العامة ادّعوا شمول الآية لأزواج النبيّ ، وهؤلاء الشواذ شرذمة قليلة من العامة لا يعبأ بهم ، خالفوا الإجماع ، من هنا صرّح ابن حجر في الصواعق «أن أكثر المفسرين قالوا إنها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام لتذكير ضمير عنكم وما بعده» (١).
وقد جاءت الأخبار الصحيحة والموثقة والحسنة والعالية الأسانيد بذلك وناهزت المئات ، ورواها المحدّثون والمفسرون والمتكلمون في مقام بيانهم لطهارة آل البيت عليهمالسلام وأن الآية الشريفة نزلت في هؤلاء الخمسة مورد النص القطعي آنذاك دون نساء النبيّ كما يدّعي من لا خبرة له بفقه القرآن وأحاديث السنّة المطهّرة.
وقد أتعب العلّامتان الجليلان الشيخ التستري والسيد النجفي المرعشي «عليهما رضوان الله تعالى» نفسيهما بجمع المصادر العامية التي جاء فيها أن الآية نزلت في العترة الطاهرة دون غيرهم فلتراجع (٢).
وقد روى الحافظ الكبير عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذّاء الحنفي «من أعلام القرن الخامس الهجري» فوق المائة وستين حديثا بطرق متعددة وصحيحة أن الآية نزلت بهؤلاء الخمسة عليهمالسلام مما يدل بالدلالة القطعية صحة هذه الأخبار بحيث لا ينكرها إلا مكابر للوجدان والفطرة السليمة.
__________________
(١) الصواعق المحرقة ص ١٤٣ الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم عليهمالسلام.
(٢) إحقاق الحق : ج ٢ / ٥٠١ وج ١٨ / ٣٥٩ ـ ٣٨٣ وج ٣ / ٥١٣ وج ٩ / ١ ـ ٦٩ وج ١٤ / ٤٠ ـ ١٠٥.