قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفوا فيه ، ثم قال : قام فينا رسول الله يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ثم قال :
أما بعد ألا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحثّ على كتاب الله عزوجل ورغّب فيه ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا.
فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال : لا وايم الله أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (١).
٥ ـ وعن شداد بن أبي عمّار قال : إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليا رضي الله عنه فشتموه ، فلما قاموا ، قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه إني عند رسول الله إذ جاء عليّ وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم فألقى صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهم كساء له ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأهل بيتي أحق (٢).
وعن أحمد بن حنبل عن عفّان بسند إلى أنس بن مالك قال :
إن رسول الله كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : «الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
__________________
(١) تفسير القرآن العظيم ج ٣ / ٤١٥.
(٢) نفس المصدر.