مني في الجنّة ، ولو سلّمنا وجوده ـ كما في رواية ـ فإنه يختلف بطبيعته عن البول والغائط في الدنيا ، فقد ورد أنه مسك يخرج من مسامّ الجلد.
فإذا كان أهل الجنة بهذا المستوى من الطهارة ، فكيف بمن خلقت لهم الجنة كما هو صريح الأخبار المتواترة ، منها حديث الكساء؟
٣ ـ من لوازم البشرية أن تصدر من أفواههم الروائح الكريهة ، وينتشر من آباطهم وأرجلهم النّتن إلّا أن ذلك غير موجود في المعصوم كما ورد في مصادر الفريقين ، ومع هذا لم يقل أحد منهم بخروج المعصوم عن بشريته ، فالمعصوم من حيث الصورة بشر لكنه من حيث الجوهر يتميّز بمؤهلات وصفات تجعله في مصافّ الملائكة من حيث الجوهر والماهية بل أرقى من الملائكة ، من هنا أشار الإمام الهادي عليهالسلام إلى هذه الميزة في الزيارة الجامعة بقوله : «وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح ، وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور ..».
فلأجسادكم خصائص تكون بها ممتازة عن غيرها ، من جوهرها وقوتها فهي بحدّ ذاتها معجزة ، ففي حديث مناقب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وكان يشهد كل عضو منه صلىاللهعليهوآلهوسلم على معجزة نوره ، كان إذا مشى في ليلة ظلماء بدا له نور كأنه قمر» ، قالت عائشة : فقدت إبرة ليلة ، فما كان في منزلي سراج ، فوجدت الإبرة بنور وجهه ، وعن حمزة بن عمر الأسلمي قال : نفرنا مع النبيّ في ليلة مظلمة فأضاءت أصابعه.
إلى أن قال :
ظله : لم يقع ظله على الأرض ، لأن الظل من الظلمة ، وكان إذا وقف في الشمس والقمر والمصباح ، نوره يغلب أنوارها.
قامته : كلما مشى مع أحد كان أطول منه برأس وإن كان طويلا .. إلى أن قال : عيناه ، كان يبصر من ورائه كما يبصر من أمامه ، ويرى من خلفه كما يرى من قدامه. وولد مسرورا أي مقطوع السرّة مختونا.