ـ ومن الأدلة على طهارتهم المطلقة ما ورد بالأخبار من طهارة دم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لما حجمه بعض الصحابة وشرب دمه ، ومع ذلك لم ينكر رسول الله ذلك العمل ، بل على العكس ذكر قرينة تصرف الذهن لطهارة دمه صلوات الله عليه.
من هذه الأخبار :
١ ـ ما رواه أبو عتاب عبد الله بن بسطام بن سابور الزيّات وأخوه الحسين بن بسطام صاحبا كتاب طب الأئمة عليهمالسلام عن محمد بن الحسين عن فضالة عن إسماعيل عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام عن أبيه الإمام أبي جعفر الباقر صلوات الله عليهما قال :
ما اشتكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعا قط إلّا كان مفزعه إلى الحجامة.
وقال أبو ظبية : حجمت رسول الله وأعطاني دينارا وشربت دمه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم: أشربت؟ قلت : نعم ، قال : وما حملك على ذلك؟ قلت : أتبرك به.
قال : أخذت أمانا من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة ، والله ما تمسّك النار أبدا (١).
٢ ـ ما رواه الشيخ الصدوق بإسناده عن عمرو بن شمر عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال :
احتجم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حجمه مولى لبني بياضة وأعطاه الأجر ، ولو كان حراما ما أعطاه ، فلما فرغ قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أين الدم؟ قال : شربته يا رسول الله ، فقال : ما كان ينبغي لك أن تفعل وقد جعله الله عزوجل حجابا لك من النار فلا تعد (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٧ / ٣٣ ، نقلا عن طب الأئمة ص ٦٩. ملاحظة : ورد في المتن أبو ظبية وهو خطأ ، والأصح «أبو طيبة» بالطاء بحسب ما ورد في التراجم ، لاحظ الكنى والألقاب ج ١ / ١١٤ وأسد الغابة ج ٦ / ١٨٠ وبحار الأنوار ج ٢٢ / ٢٥١.
(٢) بحار الأنوار ج ١٦ / ٤٠٩ والفقيه ج ٣ / ١١٨ والتهذيب ج ٦ / ٣٠٨ ح ١٠١٠ والكافي ج ٥ / ١١٨ والاستبصار ج ٣ / ٨٨ وملاذ الأخيار ج ١٠ / ٣٢٨ ح ١٣١.