وعليه فإن الآية لا يمكن أن تشمل نساء النبيّ وأقرباءه ولا أعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة ، لأن جميع فرق المسلمين تتفق على عدم عصمة اولئك ، فيختص التطهير بجماعة معينين جمعهم الرسول الأكرم تحت الكساء هم الأربعة المطهرين : عليّ أمير المؤمنين والصدّيقة سيّدة نساء العالمين فاطمة والإمامان الحسن والحسين عليهمالسلام ، والنبيّ الكريم خامسهم صلوات الله عليهم أجمعين.
ولو كانت الآية تنطوي على الاطلاق بحيث تشمل نساء النبيّ وأقرباءه لكان منهم من ادّعى هذا الفخر ، وهو وسام عظيم لا يمكن لإنسان أن يزهد فيه ، وعند العودة إلى التاريخ لا تجد أحدا ادّعى هذا الفخر لنفسه سوى من ذكرنا من أهل الكساء.
ومن ناحية أخرى تشير الوقائع التاريخية إلى أن أعمام النبيّ وأقرباءه ونساءه إلا النادر منهم ، كانوا على الشرك والوثنية ثم صاروا مسلمين ، وحتّى بعد أن أسلموا صدرت منهم أخطاء وهفوات وانحرافات ، وهذا يخالف مبدأ العصمة التي من المفروض أن الآية نصت بها عليهم.
هذا مضافا إلى أن آية التطهير لا يمكن أن تكون شاملة ومطلقة في نفسها لكي تحتاج إلى مخصص من الخارج ، وإنما هي خاصة بطائفة معيّنة أو بأشخاص معينين ، وهؤلاء المعيّنون هم الذين أشار إليهم حديث الثّقلين ، فعدم شمولية الآية المباركة لغير هؤلاء المطهّرين لا يستتبع إنكار شمولية مفهوم أهل البيت الوارد في القرآن كما مر آنفا.
وبعبارة أخرى :
صحيح أن مفهوم «أهل البيت» عام له مصاديق متعددة إلا أنّ آية التطهير صرفت المعنى العام إلى المعنى الخاص لجماعة مخصوصين.