انصرافهنّ إلى الدنيا ، وسقوطهنّ في حبائلها وزينتها؟! ومن الواضح عدم انسجامه مع الإرادة الحتمية بالطهارة. وهذا ما يقرّب ما نرمي إليه من أن آية التطهير منفردة في النزول والموضوع ، بل لو ثبت نزولها مع الآيات الأخرى فإنها تختلف عنها في شأن النزول ، إذ إن وحدة السياق تقتضي الاتحاد في نوع الضمائر من جهة ، والاتحاد في لحن الخطاب من جهة أخرى ، وهذا ما لا نجده في هذه الآيات الكريمة.
القرينة الرابعة :
النصوص النبوية المتواترة عند الفريقين الدالة على أن أهل البيت هم من كانوا تحت الكساء ، الثابتة عصمتهم بالآية المباركة ، بل ثبت بالنصوص الصحيحة الأسانيد والمعتبرة والموثقة أن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم مكث مدة يأتي باب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند وقت الصلاة ، ويخاطب من فيه ـ وفيه الإمام عليّ والصدّيقة الطاهرة فاطمة والإمامان الحسنان عليهمالسلام جميعا ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
والروايات وإن اختلفت في المدة التي مكث فيها النبيّ يفعل ذلك ، إلّا أن القاسم المشترك بينها ، أنها كانت كافية لتعزيز هذه الثقافة وإشاعتها بين المسلمين.
هذا وللشعراء والبلغاء والأدباء طوال قرون عناية بارزة ببيان فضائل أهل البيت والتعريف بهم ، والتنويه والتصريح بأسمائهم المباركة حيث بات متسالما عليه في كل عصر ومصر أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة ، بل كلما اطلقت لفظة «أهل البيت» يتبادر منها العترة الطاهرة ، والانصراف والتبادر علامة الحقيقة.
وأما الرأي الآخر القائل إن «أهل البيت» هم نساؤه فيرده الاعتبار ودلالة الآية على العصمة ، وقد تقدم توضيح ذلك فيما سبق فتأمل.