عنهما أنّهما (أي ملكشاه ونظام الملك) زارا مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام وقبر معروف ، وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة وغيرها من القبور المعروفة ، فقال ابن زكرويه الواسطي يهنّئ نظام الملك بقصيدة منها :
زرت المشاهد زورة مشهورة |
|
أرضت مضاجع من بها مدفون |
فكأنك الغيث استهلّ بتربها |
|
وكأنها بك روضة ومعين |
فازت قداحك بالثواب وأنجحت |
|
ولك الإله على النجاح ضمين (١) |
كما أنه زار مشهديّ أمير المؤمنين علي والحسين عليهماالسلام (٢)
هذا مضافا إلى دعواتهما تحت قباب مشاهد الأئمة ، ولو لا اعتقادهما الصحيح بهم عليهمالسلام لما زارا مشاهدهم ودعيا الله تعالى عندهم عليهمالسلام ، وإلا كان بإمكانهما أن لا يزورا تلك المشاهد المقدّسة لا سيما مع وجود ضرائح لكبار علماء العامة في العراق وإيران ، كما أنّ زيارتهما لتلك الأماكن المقدّسة مع كون الشيعة في أقصى حالات التقيّة والخوف وسيطرة الحكام الظالمين على مقدّراتهم الاجتماعية والاقتصادية مؤشر عظيم لما قلنا ، هذا بالغضّ عن أن زيارتهما لتلك الأماكن توجب سخط العامّة المتعصّبين ، ولكنهما لم يعبأ بما يوجب الهلاك لهما مع اعتقادهما بولاية العترة الطاهرة ، فقد روى ابن الأثير :
«أنّ السلطان لمّا خرج عليه أخوه تكش بخراسان اجتاز بمشهد علي بن موسى الرضا بطوس فزاره ، فلما خرج قال لنظام الملك : بأيّ شيء دعوت؟ قال : دعوت الله أن ينصرك (في نسخة أن ينصرنا) ، فقال : أما أنا فلم أدع بهذا بل قلت : اللهمّ انصر أصلحنا للمسلمين وأنفعنا للرعيّة» (٣).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ج ١٠ / ١٥٦ وتعبيره بالقبر المعروف هو قبر الإمام الجواد وغيرها من القبور المعروفة إشارة إلى قبور الأئمة في الكاظميين وسامرّاء.
(٢) نفس المصدر ص ١٥٦.
(٣) الكامل في التاريخ ، ج ١٠ / ٢١١.