طالما حاربه خصومه لا سيّما الوهابية في زماننا وعجزوا عن الصمود بوجهه ، فاخترعوا أصناما لهم من داخل الفكر الإمامي ليسهل النيل من معتقداتنا وجرّ القواعد الموالية إلى مذهب لا يمت إلى الدين بصلة ، فها هو داعية التشكيك يصرّح بمكنون صدره فيقول : «... إن من الصعب إيجاد وحدة إسلامية على الصعيد السياسي في مثل هذا الجو المليء بالحساسيات المذهبية الثقافية ، لأن التعقيدات الداخلية الحادة في بعض المراحل الأشد قوّة وصعوبة وحيوية لتسقط الهيكل على رءوس الجميع ، ولهذا فلا بدّ من الانصراف إلى دراسة الوحدة في المسألة الثقافية لا سيّما العقائدية المتصلة بالتفاصيل في هذا المحور أو ذاك بغية تأسيس القاعدة الصلبة التي يلتقي عليها الجميع في كل تنوعاتها الفكرية المتحركة في خطوط القاعدة في حركة الكل داخل الجزء ..» (١).
فمن أجل الوحدة الإسلامية نال هذا الرجل من معتقداتنا تحت ذريعة البحث العلمي والتحقيق فيما كتبه الأقدمون.
(٢) العمل بالخبر المتواتر ليس أقل قيمة من الخبر الضعيف الذي يأخذ به المشكّك المذكور إذا لم يكن هناك داع للكذب فيه (٢) ، فإذا جاز الأخذ بالخبر الضعيف ـ بحسب مدعاه ـ فلم لا يجوز الأخذ بالخبر المتواتر؟! بل أي داع للكذب في حديث الغدير المروي بشكل مكثف كما قال. وإذا لم يكن حديث الغدير مكذوبا على الرسول محمّد ـ طبقا لمسلكه في الأخذ بالخبر الضعيف ـ فلم التشكيك بسند الحديث؟!! من هنا فإنه يعمل بروايات العامة (٣) في حال عدم وجود داع للكذب ، وهو لا يرى مشكلة في الأخذ بروايات العامة لكونه داعية إلى منهجهم ، ولكنّه في نفس الوقت يعتبر أنّ أحاديث أئمة أهل البيت عليهمالسلام مشكلة معقدة لوجود الركام الهائل من الكذب في حديثهم عليهمالسلام ، ويرى أنّ كثرة الكذب
__________________
(١) مجلة المنطلق ، عدد ١١٣ الصادرة عام ١٩٩٥ الصفحة ١٨.
(٢) كتاب النكاح : ج ١ / ٥٨.
(٣) نفس المصدر.