تراه يكمل به الدين ويتم به النعمة ، ويرضي الرب في عداد الرسالة غير الإمامة التي بها تمام أمرها وكمال نشرها وتوطيد دعائمها؟ ولا ينهض بهذا العبء المقدّس سوى من كان أولى الناس منهم بأنفسهم.
القرينة الخامسة :
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد إبلاغ الولاية : «اللهم أنت شهيد عليهم إني قد بلّغت ونصحت» فالإشهاد على الأمة بالبلاغ والنصح يستدعي أن يكون ما بلّغه النبيّ ذلك اليوم أمرا جديدا لم يكن قد بلّغه من قبل ، مضافا إلى أن بقية معاني «المولى» العامة بين أفراد المسلمين من الحب والنصرة لا تتصور فيها أي حاجة إلى الإشهاد على الأمة في الإمام عليّ خاصة.
القرينة السادسة :
إن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» أو ما يؤدي معناه دال على ولاية التصرف ، فلو أريد منه غير الأولى بالتصرف ، فما معنى هذا التطويل ، فإنه لا يلتئم ذكر هذا الدعاء إلّا بتنصيب الإمام عليّ مقاما شامخا ، يؤهله لهذا الدعاء.
القرينة السابعة :
نعي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وفاته إلى الناس ، حيث قال : «كأنّي دعيت فأجبت» وفي تعبير آخر: «إنه يوشك أن ادعى» وهذا يعطي أن النبيّ قد بقيت مهمة من تبليغه ، يحاذر أن يدركه الأجل قبل الإشادة بها ، وهي تعرب عن كون ما أشاد به في هذا المحتشد ، تبليغ أمر مهم ، يخاف فوته ، وليس هو إلّا الإمامة.
هذا مضافا إلى أنه يعرب بذلك عن أنه سوف يرحل من بين أظهرهم ، فيحصل بعده فراغ هائل ، وأنه يسدّ بتنصيب أمير المؤمنين عليهالسلام على المسلمين إماما.