آلاف التحية والثناء ، وفضائله ، وما هم كالروافض والشيعة في إخفاء مناقب مشايخ الصحابة ، فلو كان هناك نص كانوا مهتمين لنقله ونشره كاهتمامهم في نشر فضائله ومناقبه لخلوهم عن الأغراض والإعراض عن الحق.
ورده العلّامة التستري بقوله :
«إن قوله : لا يكاد يشاركه فيها أحد ، يكاد أن يكون كيدا وتمويها ناشيا من غاية نصبه وعداوته لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وإلّا فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله إلى آخره ، يدل دلالة قطعية على أن هذه الأوصاف ما كانت في أبي بكر وعمر ، ألا ترى أن السلطان إذا أرسل رسولا في بعض مهماته ولم يكف الرسول ذلك المهم على وفق رأي السلطان فيقول السلطان : لأرسلنّ في ذلك المهم رسولا كافيا عالما بالأمور ، دل دلالة قطعية على أن هذه الصفات ما كانت ثابتة في الرسول الأول ، وأن الرسول الثاني أفضل من الأول ، وكذا هاهنا ، وبالجملة قد بان بقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، ثبوت محبة الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الإمام عليّ عليهالسلام ، ولو لا اختصاص عليّ عليهالسلام بغاية المرتبة لاقتضى الكلام خروج الجماعة بأسرها عن هذه المحبة على كل حال ، وذلك محال ، أو كان التخصيص بلا معنى ، فيلحق بالعبث ومنصب النبوة متعال عن ذلك ، فثبتت هذه المرتبة لعليّ عليهالسلام بدلالة قوله : كرار غير فرار ، وهي منتفية عن أبي بكر وعمر لفرّهما وعدم كرّهما ، وفي تلافي أمير المؤمنين عليهالسلام بخيبر ما فرط من غيره ، دليل على توحّده بزيادة الفضل ومزيته على من عداه ، ولا ريب أن غاية المدح والتعظيم والتبجيل المحبة من الله ورسوله لأنها النهاية ولا ملتمس بعدها ولا مزيد عليها وهي الغاية القصوى والدرجة العظمى والله ذو الفضل العظيم.
وأما ما ذكره من أن المصنّف يروي هذه الفضائل من كتب أهل السنّة ، فمسلّم ، ووجهه ظاهر مما قررناه سابقا ، لكنهم حين نقلوا هذه الأحاديث لم يكن يفهموا لحماقتهم أنها مما يصير حجة للشيعة ، فلا يدل ذلك على إخلاصهم وخلاصهم عن الأغراض ، ولهذا ترى المتأخرين من أهل السنّة إنهم إذا نبّههم