يرد عليه :
(١) إنّ ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام من المتواترات رواها الجم الغفير من الصحابة أمثال أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وعمّار وابن عبّاس وأبي ذر وأبي سعيد الخدري وغيرهم من جماعة الصحابة ، ولا يشترط في صحة أي واقعة تاريخية أن يتناقلها الرواة الكثيرون ، بل يكفي لصحتها أن يرويها جماعة بحيث تبلغ القضية إلى مستوى التواتر بل أدون من ذلك ، ما دامت القضية لا تخرج عن نطاق أحكام العقل ، ولا تخالف القرآن والسنّة المطهّرة.
(٢) إن الدواعي إلى عدم نقلها أكثر ، لأنّ الناس في أيام الأمويين ومن سبقهم أعداء لأمير المؤمنين عليّ ، ومجتهدون في نقصه وإخفاء فضائله ، فكيف يستفيض بينهم نقل هذه الفضيلة العظيمة؟!
(٣) إنه منقوض بانشقاق القمر الذي هو معجزة لنبينا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يشاركه فيها أحد ، حتى تتوفر الدواعي إلى إخفائها ومع ذلك لم يكن الراوون لها أكثر من رواة ردّ الشمس.
إن قيل :
إن انشقاق القمر كان بالليل وقت نوم الناس لذا لم يروه أكثر الناس بخلاف ردّ الشمس فحيث إنها أشرقت بعد الظلام ، يجب أن يراها حينئذ كل الناس (١).
قلنا : إن هذه الدعوى أيضا باطلة لما في صحيح البخاري في تفسير «اقتربت الساعة» عن أنس قال : سأل أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر.
وفي سنين الترمذي في تفسير هذه السورة عن جبير بن مطعم قال : انشق القمر على عهد رسول الله حتّى صار فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمّد ، فقال بعضهم : لأن كان سحرنا فما يستطيع أن يسحر الناس كلّهم.
__________________
(١) هذه الدعوى أيضا لابن تيمية.