الكلام بل هو غير دقيق بنظره لأن الرواية إنما ذكرها القمي في تفسيره ، وذكرها الطبرسي في مجمع البيان ، فلا يوجد أحاديث بصيغة الجمع ، بل إن رواية الطبرسي عن الإمام الصادق لم تصرّح باسم عثمان ، بل قالت : نزلت في رجل من بني أمية.
والجواب :
١ ـ إنّ الإتيان بصيغة الجمع قد يراد منه الجمع المنطقي وهو اثنان ، وفي هذا المورد توجد روايتان : الأولى تصرح باسم عثمان وقد ذكرها علي بن إبراهيم القمي ، والثانية تبهم اسمه بل تصرّح بكونه من بني أمية ، وقد رواها صاحب البرهان والشيخ الطبرسي وأمثاله.
وإن كان الأرجح أن الرجل من بني أمية هو عثمان لكونه أمويا ، ولو كان العابس غير عثمان لكان ورد خبر يدل عليه ، وحيث لم يرد أي خبر يفصح عن غير عثمان ، ثبت أن عثمان هو المقصود ، فعدم التصريح باسم عثمان في روايات العامة يشهد بما قلنا من أنه المقصود بالعبوس لا غيره. فالإتيان بصيغة الجمع يعدّ تسامحا لكون المسألة من المتسالم عليها في الأوساط العلمية آنذاك وما زالت ، فما ذكره الكتاب لا يقدح أو يخدش في صحة المضمون.
٢ ـ عدم تصريح الطبرسي باسم عثمان ليس دليلا على أنه غير مقصود ، لأن فحوى الرواية عن الإمام الصادق عليهالسلام أنها في مورد التقية. هذا مضافا إلى أن الاعتقاد بنزول السورة في رجل من بني أمية أو الاطمئنان على أقل تقدير لتسالم الشيعة على هذا الأمر يوجب الاعتقاد أو الاطمئنان بصحة صدوره عن الأئمة عليهمالسلام ، فعمل الطائفة مبني على هذا التسالم والارتكاز.
وبالجملة :
لقد قام الإجماع عند الإمامية ـ سدّدهم المولى عزوجل ـ أن العابس هو