وقال الشيخ الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠) في رجاله في باب أصحاب أمير المؤمنين : عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلوّ (١).
وقال الحلّي (٦٤٨ ـ ٧٢٦) : غال ملعون ، حرّقه أمير المؤمنين بالنار ، كان يزعم أنّ عليا إله وأنه نبي ، لعنه الله (٢).
وقال ابن داود (٦٤٧ ـ ٧٠٧) : عبد الله بن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلوّ (٣).
وقال الشيخ حسن (ت ١٠١١) في التحرير الطاوسي : غال ملعون ، حرّقه أمير المؤمنينعليهالسلام بالنار (٤).
خامسا :
على فرض أن كل ما ساقوه في القصة صحيح ، ولكن لا ملازمة بين التصديق بها ، وبين أن ذلك الحدث هو منشأ مذهب الشيعة ، فإن التشيّع حدث ـ كما قلنا ـ في عصر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم واعتنقته أمة مسلمة ورعة من الصحابة والتابعين ، وأما ما قام به ابن سبأ على فرض صحة وقوعه ، فإنه يعبّر عن موقف فردي ، وتصرّف شخصي خارج عن اطار المذهب ومن تبعه.
فالواجب على أصحاب الضمائر الحرّة عند علماء العامّة أن لا يقعوا في محذور إساءة الظن بالشيعة الذين تمسّكوا بالكتاب وسنّة النّبيّ وعترته الطاهرة الذين أمر النبيّ المسلمين بالتمسّك بهما ، وأن من تخلّف عنهما غرق وهوى.
__________________
(١) رجال الطّوسي ، باب أصحاب علي (ع) ، رقم ٧٦ ، ص ٥١.
(٢) الخلاصة للعلامة الحلي : القسم الثاني ، الباب الثاني ص ٢٣٦.
(٣) رجال ابن داود : القسم الثاني ص ٢٥٤ رقم ٢٧٨.
(٤) التحرير الطاوسي ، ص ١٧٣ ، رقم ٢٣٤.