وكعبد الله الجميّلي صاحب كتاب «بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود» ط / مكتبة الغرباء الأثرية في المدينة المنورة.
قال الدكتور طه حسين :
«وأكبر الظن أن عبد الله بن سبأ ، وإن كان كل ما يروى عنه صحيحا إنما قال ودعا إلى ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة ، وعظم الخلاف ، فهو قد استغل الفتنة ولم يثرها ، وإن خصوم الشيعة أيام الأمويين والعباسيين ، قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ هذا ليشكّكوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته من ناحية ، وليشنّعوا على علي عليهالسلام وشيعته من ناحية أخرى فيردوا بعض أمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيدا للمسلمين وما أكثر ما شنّع خصوم الشيعة على الشيعة» (١).
ثالثا :
على فرض أنّ الرجل حقيقة وليس أسطورة تاريخية لكن لا شكّ أنّ ما نقل عنه في ذلك المجال سراب وخداع ، لأننا نشك أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق مؤثّرا على صحابة بلغوا القمّة في العلم والعمل ، عدا عن أنه أحدث انشقاقا عقائديا بين طائفة كبيرة من المسلمين.
رابعا :
إنّ الشيعة برمّتهم يتبرّءون من الرجل المذكور لغلوّه في أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهالسلام على فرض صحّة ما نسب إليه وأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام استتابه ثلاثة أيام فلم يرجع فأحرقه بالنار.
وإذا راجعنا كتب الشيعة نرى أئمتهم وعلماءهم يتبرّءون منه. فقد روى الكشّي أحد كبار علماء الإمامية في علم الرجال وهو من علماء القرن الرابع ، قال : عبد الله بن سبأ كان يدّعي النبوّة ، وأنّ عليا هو الله ، فاستتابه ثلاثة أيام فلم يرجع ، فأحرقه بالنار في جملة سبعين رجلا (٢).
__________________
(١) الفتنة الكبرى / طه حسين ، فصل ابن سبأ.
(٢) رجال الكشّي ، ص ٩٨ ، رقم ٤٨.