يرد عليه :
١ ـ الآية تأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بوجوب إعطاء ذي القربى حقّه ، وهو عليه الصلاة والسلام لم يكن يملك ما يمكن إعطاؤه لذي القربى في مكة سوى بعض المال من الصدقات بحيث لم يألوا جهدا في إنفاقه على الفقراء والمساكين آنذاك ، فالآية ليست بصدد الانفاق المستحب وإنما الواجب هو إعطاء الحقوق المتوجبة عليه لبعض ذوي القربى ، وهذا لا ينطبق إلّا على بعض الحقوق كفدك التي كانت بمثابة عوض عن مهر الصدّيقة الطاهرة خديجة الكبرى عليهاالسلام كما أشارت بذلك بعض النصوص (١).
ففدك مما أفاءها الله عزوجل على رسوله لقوله تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) (٢).
٢ ـ أنّ السورة مكيّة لكن بعض آياتها ـ ومنه آية القربى ـ مدنية وهذا حاصل في كثير من السور المكية والمدنية حيث يتضمنهما بعض الآيات المعاكسة لهم بحسب مورد النزول ، ومما يؤكد استثناءها ما جاء في مجمع البيان للشيخ الطبرسي عليه الرحمة قال : سورة بني إسرائيل (الإسراء) مكيّة كلها إلا خمس آيات .. وعدّ منها (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ، رواه عن الحسن ، وزاد ابن عباس ثلاث أخر وقيل مكية إلّا ثمان آيات ... عن قتادة والمعدّل عن ابن عباس.
ومما يؤكد كون الآية مدنية ما جاء في تفسير روح المعاني للآلوسي قال : سورة الإسراء مكية على قول الجمهور ، وقيل إلّا خمس آيات وعدّ منها الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (٣).
__________________
(١) الخرائج والجرائح ج ١ / ١١٢ ح ١٨٧ للمحدّث قطب الدين الراوندي.
(٢) سورة الحشر : ٧.
(٣) روح المعاني للآلوسي ج ٩ / ٣ ، سورة الإسراء.