فقال عمر : أنت معلّمة! قالت : وإن كنت معلّمة ، فإنما علّمني ابن عمي وبعلي.
قال أبو بكر : فإن عائشة تشهد وعمر أنّهما سمعا رسول الله وهو يقول : إن النبيّ لا يورّث.
فقالت : هذه أول شهادة زور شهدا بها ، وإنّ لي بذلك شهودا بها في الإسلام ، ثم قالت: فإنّ فدكا إنما هي صدّق بها عليّ رسول الله ولي بذلك بيّنة فقال لها : هلمي ببيّنتك قال : فجاءت بأم أيمن والإمام عليّ عليهالسلام ، فقال أبو بكر : يا أم أيمن سمعت من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في فاطمة؟
فقالت : سمعت رسول الله يقول : إن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة. ثم قالت : أم أيمن : فمن كانت سيّدة نساء أهل الجنة تدّعي ما ليس لها؟! وأنا امرأة من أهل الجنة ما كنت لأشهد إلّا بما سمعت من رسول الله. فقال عمر : دعينا يا أم أيمن من هذه القصص ، بأي شيء تشهدان؟
فقالت : كنت جالسة في بيت فاطمة عليهاالسلام ورسول الله جالس حتى نزل عليه جبرائيل فقال: يا محمّد قم فإن الله تبارك وتعالى أمرني أن أخطّ لك فدكا بجناحي ، فقام رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم مع جبرائيل عليهالسلام فما لبث أن رجع ، فقالت فاطمة عليهاالسلام : يا أبة! أين ذهبت؟ فقال: خطّ جبرائيل عليهالسلام لي فدكا بجناحه ، وحدّ لي حدودها.
فقالت : يا أبة! إني أخاف العيلة والحاجة من بعدك ، فصدّق بها عليّ. فقال : هي صدقة عليك ، فقبضتها ، قالت : نعم.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
يا أم أيمن! اشهدي ، ويا عليّ اشهد.
فقال عمر : أنت امرأة ولا نجيز شهادة امرأة وحدها ، وأمّا عليّ فيجرّ إلى نفسه.