قال : فقامت مغضبة ، وقالت : اللهم إنهما ظلما ابنة [محمّد] نبيّك حقها فاشدد وطأتك عليهما. ثم خرجت وحملها عليّ على أتان عليه كساء له خمل ، فدار بها أربعين صباحا في بيوت المهاجرين والأنصار والحسن والحسين عليهماالسلام معها وهي تقول : يا معشر المهاجرين والأنصار! انصروا الله فإني ابنة نبيكم ، وقد بايعتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بايعتموه أن تمنعوه وذرّيته ممّا تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ، ففوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ببيعتكم.
قال : فما أعانها أحد ، ولا أجابها ، ولا نصرها.
قال : فانتهت إلى معاذ بن جبل ، فقالت : يا معاذ بن جبل! إنّي قد جئتك مستنصرة ، وقد بايعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على أن تنصره وذرّيته وتمنع مما تمنع منه نفسك وذرّيّتك ، وإنّ أبا بكر قد غصبني على فدك وأخرج وكيلي منها.
قال : فمعي غيري؟ قالت : لا ، ما أجابني أحد.
قال : فأين أبلغ أنا من نصرتك؟
قال : فخرجت من عنده ودخل ابنه ، فقال : ما جاء بابنة محمّد إليك؟ قال : جاءت تطلب نصرتي على أبي بكر ، فإنّه أخذ منها فدكا.
قال : فما أجبتها به؟ قال : قلت : وما يبلغ من نصرتي أنا وحدي. قال : فأبيت أن تنصرها؟ قال : نعم.
قال : فأي شيء قالت لك؟ قال : قالت لي : والله لأنازعنّك الفصيح من رأسي حتى أرد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : فقال : أنا والله لأنازعنّك الفصيح من رأسي حتى على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم إذ لم تجب ابنة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : وخرجت فاطمة عليهاالسلام من عنده وهي تقول :
والله لا أكلمك كلمة حتى أجتمع أنا وأنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم انصرفت. فقال عليّ عليهالسلام لها : ائتي أبا بكر وحده فإنّه أرقّ من الآخر ، وقولي له :