قال أبو بكر : احضر المسجد ، وقم بجنبه في الصلاة ، فإذا سلّمت فقم إليه واضرب عنقه!! قال : نعم.
فسمعت أسماء بنت عميس ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل عليّ وفاطمة عليهماالسلام وأقرئيهما السلام وقولي لعليّ : إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ، فجاءت ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله يحول بينهم وبين ما يريدون. ثم قام وتهيأ للصلاة ، وحضر المسجد ، وصلّى خلف أبي بكر ، وخالد بن الوليد يصلّي بجنبه ومعه سيفه.
فلما جلس أبو بكر في التشهّد ، ندم على ما قال ، وخاف الفتنة ، وعرف شدة عليّ وبأسه ، فلم يزل متفكّرا لا يجسر أن يسلّم حتى ظنّ الناس أنه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا خالد لا تفعلنّ ما أمرتك!! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا خالد ما الذي أمرك به؟ فقال : أمرني بضرب عنقك.
قال : أو كنت فاعلا؟ قال : أي والله ، لو لا أنّه قال لي لا تقتله قبل التسليم ، لقتلتك!!
قال : فأخذه عليّ عليهالسلام فجلد به الأرض ، فاجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله وربّ الكعبة. فقال الناس : يا أبا الحسن! الله الله ، بحق صاحب القبر.
فخلّى عنه ، ثم التفت إلى عمر ، فأخذ بتلابيبه وقال : يا بن صهّاك! والله لو لا عهد من رسول الله ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقلّ عددا. ودخل منزله (١).
وفي رواية أخرى عن المفضّل بن عمر قال :
__________________
(١) الاحتجاج / ج ١ / ١١٩.