خير مربى ، أتزعمون أن رسول الله حرّم عليها ميراثها ولم يعلمها ، وقد قال الله تعالى :
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (١).
أفأنذرها وخالفت مطلبه؟ وهي خيرة النسوان وأمّ سادة الشبان ، وعديلة مريم ، تمّت بأبيها رسالات ربه ، فو الله لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ ، ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله ، رويدا ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمرأى منكم ، وعلى الله تردون ، واها لكم ، فسوف تعلمون.
قال : فحرمت عطاؤها تلك السنة (٢).
ولا يمكنني إلّا أن أتجاهر بالحق وأصدع به : إن التجاسر على سيدة نساء العالمين وبضعة رسول رب العالمين سببه كفر هؤلاء وعدم اعتقادهم برسول الله ، وإلا لو كانوا مؤمنين بالله وبرسوله لكان عليهم مراعاة من قال عنه نبيّ الرحمة «عليّ مع الحق والحق مع عليّ يدور معه حيثما دار» و «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها» ، ولا عجب أن يصدر من أبي بكر كلام كهذا وقد صدر منهما ما هو أعظم حينما اعتديا عليها باقتحام دارها وكسر ضلعها ورفسها على بطنها!!
ونصيحتي للأتباع أن يفتحوا قلوبهم على الحقيقة ، فلا ميزة للصحابي عن غيره من المسلمين إلّا بمقدار ما يتقي الله في حلاله وحرامه ، فليست الصحبة معيارا للإيمان ودخول الجنان ، كما ليست من اللوازم الذاتية لثبوت الإسلام ، بل الاعتقاد والعمل الصالح هما الميزان قال تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣).
والنتيجة :
__________________
(١) سورة الشعراء : ٢١٤.
(٢) الصدّيقة فاطمة من المهد إلى اللحد / القزويني ص ٥٠٥.
(٣) سورة العصر.