قلنا : هذا صحيح ثبوتا لو لا النصوص الدالة على أن الإمام عليا ورث النبيّ بهذه الأشياء لكونه الخليفة الحق بعد رحيل النبيّ حسبما جاء في النصوص (١) الكثيرة من أن الإمام يرث الرسول في متعلقاته الخاصة والصحائف السماوية ، فقد ورد في صحيحة أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال :
ترك رسول الله في المتاع سيفا ودرعا وعنزة (٢) ورحلا وبغلته الشهباء فورث ذلك كله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
رابعا : إن خلفاء بني أمية وبني العبّاس فهموا من فدك أنها ملك للصدّيقة الزهراء روحي فداها ، لذا كان السابق يرجعها إلى ورثة الصدّيقة فاطمة عليهاالسلام من أولادها ، ثم إذا جاء اللاحق استردها منهم.
روى أبو بكر الجوهري عن محمّد بن زكريا عن ابن عائشة قال : «... لمّا ولي الأمر معاوية بن أبي سفيان أقطع مروان بن الحكم ثلثها ، وأقطع عمرو بن عثمان بن عفّان ثلثها ، وأقطع يزيد بن معاوية ثلثها ، وذلك بعد موت الحسن بن عليّ عليهالسلام فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم أيام خلافته ، فوهبها لعبد العزيز ابنه ، فوهبها عبد العزيز لابنه عمر بن عبد العزيز ، فلمّا وليّ عمر بن عبد العزيز الخلافة ، كانت أول ظلامة ردّها ، دعا الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وقيل : بل دعا الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام فردّها عليه ، وكانت بيد أولاد فاطمة عليهاالسلام مدة ولاية عمر بن عبد العزيز ، فلمّا وليّ يزيد بن عاتكة قبضها منهم ، فصارت في أيدي بني مروان كما كانت يتداولونها ، حتى انتقلت الخلافة منهم ، فلمّا ولي أبو العبّاس السّفاح ردّها على عبد الله بن الحسن بن الحسن ، ثم قبضها أبو جعفر لمّا حدث من بني الحسن ما حدث ، ثم ردّها المهدي ابنه على ولد فاطمة عليهاالسلام ، ثم قبضها موسى بن المهدي وهارون
__________________
(١) أصول الكافي ج ١ / ٢٣٤ باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ومتاعه.
(٢) العنزة : رميح بين العصا والرمح ، والرحل : مركب البعير.
(٣) أصول الكافي ج ١ / ٢٣٤ ح ٣.