ولد عام ٤٤٧ للهجرة وتوفي عام ٤٨٥ ه بسبب حمّى أصابته من جرّاء أكل لحم صيد ، فافتصد ولم يستوف إخراج الدم ، فثقل مرضه ، وكانت حمّى محرقة ، فتوفي ليلة الجمعة ، النصف من شوال (١).
وكان موته بعد وفاة وزيره نظام الملك بخمسة وثلاثين يوما (٢).
وقيل : إنّه سمّ في خلال ونقل في تابوت فدفن بأصبهان في مدرسة كبيرة له (٣).
ومن سيرته ـ حسب ما ذكر ابن الأثير في الكامل ـ : «أنه أسقط المكوس والمؤن من جميع البلاد ، وعمّر الطرق والقناطر ، والرّبط التي في المفاوز ، وحفر الأنهار الخراب ، وعمّر الجامع ببغداد ، وعمل المصانع بطريق مكة ، وبنى البلد بأصبهان ، وبنى منارة القرون بالسّبيعي بطريق مكة ، وبنى مثلها بما وراء النهر.
واصطاد مرّة صيدا كثيرا ، فأمر بعدّه ، فكان عشرة آلاف رأس فأمر بصدقة عشرة آلاف دينار ، وقال : إني خائف من الله تعالى كيف أزهقت أرواح هذه الحيوانات بغير ضرورة ولا مأكلة ، وفرّق من الثياب والأموال بين أصحابه ما لا يحصى ، وصار بعد ذلك كلّما صاد شيئا تصدّق بعدده دنانير (٤). وهذا يدلّ على أنه كان يحاسب نفسه وقلّما فعل هذا الأمراء والحكّام.
ويروى عن ملكشاه السلجوقي حبّه للعدل ، فقد قال عبد السميع بن داود العباسيّ : شاهدت ملكشاه وقد أتاه رجلان من أرض العراق السّفلى ، من قرية الحدّادية ، يعرفان بابني غزّال ، فلقياه ، فوقف لهما ، فقالا : إنّ مقطعنا الأمير
__________________
(١) نفس المصدر ج ١٠ / ٢١٠.
(٢) نفس المصدر والجزء والصفحة.
(٣) محاورة حول الإمامة للسيد الرضوي ص ١٣.
(٤) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ١٠ / ٢١٣.