ولا يمكنها مقاومة ما تجاوز المائة وأربعين خبرا فيه الصحيح والموثّق والحسن ، فعلى الرغم من قلة تلك الأخبار فإنها أخبار آحاد ضعيفة الأسانيد لا يصح الاحتجاج بها ، ولا تنهض بمعارضة المتواترات من الأخبار.
ثانيا : إن مفهوم أهل البيت عام له مصاديق متعددة كالزوجة والولد والقرابة إلّا أن القرائن دلت على أنهم صنف خاص وهم من أشار إليهم الرسول محمّد وكان معهم تحت الكساء ، هذا مضافا إلى أن أم سلمة ـ في نصوص متواترة ـ حاولت أن تدخل تحت الكساء ليشملها مصطلح أهل البيت ، لكنّ النبيّ منعها وردها بإرفاق «إنك لست من أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيرا» بل أنت من نساء النبي المؤمنات الصالحات اللاتي لم يبلغن درجة العصمة المطلقة.
وبعبارة أخرى : إن الأخبار المتواترة ـ والتي دلت على أن أهل بيته هم من كانوا تحت الكساء ـ مخصصة لعموم أهل البيت ، وعليه فلا يدخل في مفهوم أهل البيت أحد من أزواجه.
فالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد المعنى الاصطلاحي لا المعنى اللغوي العام ، لذا قال الآلوسي وهو أحد كبار علماء العامة :
«وأخبار إدخاله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا وفاطمة وابنيهما رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء ، وقوله عليه الصلاة والسلام : اللهم هؤلاء أهل بيتي ودعائه لهم وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى ، وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان البيت ، فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
ثالثا : لا يبعد دعوى التبادر من كلمة «أهل» إلى خصوص من كانت له بالشخص وشائج قربى ثابتة غير قابلة للزوال ، والزوجة وإن كانت قريبة من الزوج ، إلا أن وشائجها القريبة قابلة للزوال بالطلاق وشبهه ، ويشهد لهذا ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين
__________________
(١) تفسير روح المعاني ج ١٢ / ٢١. سورة الأحزاب.