ما ورد من أن جسد الرسول طاهر حين الموت : فقد روى شيخ الطائفة الطوسي (قدسسره) بسنده عن الشيخ محمد بن الحسن الصفّار رضي الله عنه عن محمد بن عيسى عن القاسم بن الصيقل قال : كتبت إليه : جعلت فداك هل اغتسل أمير المؤمنين عليهالسلام حين غسّل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عند موته؟
فأجابه :
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم طاهر مطهّر ولكنّ أمير المؤمنين عليهالسلام فعل وجرت به السنّة (١).
وفي الحديث عدة دلالات :
الأولى : كونه يشير إلى طهارة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالطهارة العامة المطلقة (طاهر مطهر) من كل رجس مادي ومعنوي ، فلا تخصيص في الحديث الشريف ولا تقييد.
الثانية : لم يكن غسل المس واجبا على أمير المؤمنين عليهالسلام وذلك لطهارة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم.
الثالثة : إن مسألة طهارة كل ما يتعلق بالمعصوم عليهالسلام ليست جديدة على الساحة الدينية بل كانت مثارة في عصر أئمتنا عليهمالسلام وكان جوابهم إيجابيا وهو الطهارة المطلقة.
وعليه فقد أفتى عامة فقهاء الإمامية بطهارة جثة المعصوم عليهالسلام وإني لأعجب ممن أفتى بنجاسة بول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم في نفس الوقت أفتى بطهارة جثته عند الموت ، فها هو صاحب الجواهر (قدسسره) يفتي بطهارة جثة النبيّ اعتمادا على الحديث المتقدم من أنه صلوات الله عليه وآله (طاهر مطهر) قال عليه الرحمة :
«وكيف كان فينبغي استثناء المعصوم عليهالسلام والشهيد ـ أي استثناؤهما من وجوب غسلهما ومن مسهما ـ للأصل المقرر بوجوه ، ولما ورد في النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه
__________________
(١) تهذيب الأحكام ج ١ / ١٤٩ ح ٢٨١ ووسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٨ ح ٧.