طاهر مطهر ، كالزهراء البتول عليهاالسلام ، ويتم في غيرهما من المعصومين بعدم القول بالفصل ، وبالقطع بالاشتراك في علة ذلك ، ولظهور ما دل على سقوط الغسل للشهيد بعدم نجاسته بهذا الموت إكراما وتعظيما له من الله تعالى شأنه ، بل لم يجعله عزوجل موتا ، فقال عزّ من قائل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (١).
ثم قال : والمكاتبة الأولى ـ أي رواية الحسن بن عبيد المتقدمة ـ مشعرة بانتفاء غسل المس لانتفاء النجاسة في خصوص موت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحوه ..» (٢).
ليت شعري كيف يمكن الحكم بطهارة جثة المعصوم والشهيد ولا يمكن الحكم بطهارة دم وبول الرسول على فرض (٣) وجود بول وغائط للمعصوم؟! وإذا كان الحكم بطهارة جثة من ذكر تعبدا لورود الأدلة فليكن الحكم بطهارة دمه وبوله وما شابههما كذلك لورود المطلقات كآية التطهير وبعض الأخبار منها الخبر المتقدم وغيره.
إذن فالمعصوم عليهالسلام لا ينجس بالموت كباقي الناس فلا يجب الغسل على من مسه بعد موته ، بل يمكن القول بعدم وجوب غسل الميت عليه صلوات الله عليه وآله.
نعم كل من غسله أو اغتسل من مسه إنما كان من أجل تركيز الأحكام الشرعية في أذهان العامة.
ومن الأخبار الدالة على الطهارة :
ما ورد من أن الصدّيقة الطاهرة لا تحيض ، فعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّما سمّيت
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٦٩.
(٢) جواهر الكلام ج ٥ / ٣٠٧ وص ٣١٠.
(٣) لا تستغرب ـ أخي القارئ ـ هذه الفرضية ، فإنّ أهل الجنّة لا بول لهم ولا غائط حسبما جاء في الأخبار المتضافرة.