وقال خير الدين الزركلي :
مقاتل بن عطيّة البكري الحجازيّ ، أبو الهيجاء ، شبل الدولة ، شاعر من بيت إمارة في البادية.
رحل من الحجاز وسكن بغداد ، ثم تنقّل في البلاد إلى أن أقام في خراسان ، واختص بالوزير نظام الملك فصاهره ، ولمّا قتل نظام الملك عاد إلى بغداد. طاف البلاد مسترفدا أمراءها ففاز بمال وافر ، وأقام بمرو إلى أن مات. وكانت بينه وبين الإمام الزمخشري مكاتبات ومداعبات ، وشعره جيّد (١).
ويعرف صدق لهجته واعتقاده بأحقية ما يعتقده الشيعة وأن الحق معهم ، من الشعر الذي أنشده بحق عمه «والد زوجته» نظام الملك ، وكل من ترجم له من مؤرخي السنة لم يذكر من شعره المؤلف من ستة أبيات ، سوى بيتين فقط قال في مرثيته :
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة |
|
نفيسة صاغها الرحمن من شرف |
عزّت فلم تعرف الأيام قيمتها |
|
فردّها غيرة منه إلى الصّدف (٢) |
اختار مذهب حق في محاورة |
|
تبدى الحقيقة في برهان منكشف |
دين التشيّع حق لا مراء له |
|
وما سواه سراب خادع السجف |
لكنّ حقدا دفينا حرّكوه له |
|
فبات بدر الدجى في ظل منخسف |
عليه ألف سلام الله تالية |
|
تترى على روحه في الخلد والغرف (٣) |
__________________
(١) الأعلام ج ٧ / ٢٨١ ، ط بيروت.
(٢) هذان البيتان رواهما ابن الأثير في الكامل ج ١٠ / ٢٠٤ ، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ج ٣ / ٣٧٥.
(٣) الأبيات الأربعة الأخيرة ذكرها مقاتل في آخر الكتاب وعدم ذكر مؤرخي العامة لها واضح لا يحتاج إلى تفسير.