أمية والخوارج الذين بالغوا في سبّه وتنقيصه مدة ألف شهر حتى المنابر خصّه الناظم بذلك ، ولهذا اشتغل جهابذة الحفّاظ ببث فضائله رضي الله عنه نصحا للأمة ونصرة للحق ، ومن ثمّ قال أحمد : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعليّ. وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بأسانيد الصحاح الحسان أكثر ما ورد في حق عليّ ، فمن ذلك ما صحّ : أن الله تعالى يحبه وأن رسول الله يحبه ، بل روى الترمذي : أنه كان أحبّ الناس إلى رسول الله إلى أن قال : وأن آية المباهلة (آل عمران : ٦٠) لمّا نزلت دعا صلىاللهعليهوسلم عليا وفاطمة وابنيها وقال : اللهم هؤلاء أهلي وأنه قال : أنا سيد ولد آدم وعليّ سيد العرب. لكن اعترض تصحيح الحاكم لهذا ، وأنه قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، رواه ثلاثون صحابيا ، وأن الله تعالى أمره أن يحبّ أربعة وأخبره بأنه يحبّهم منهم عليّ ، وأنه لا يحبّه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، وأنّ من سبّه فقد سبّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وأنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل صلىاللهعليهوسلم على تنزيله ، وأنه يهلك فيه اثنان : محبّ مفرط ومبغض مبهت ، وأنّ قاتله اللعين ابن ملجم أشقى الآخرين كما أن عاقر الناقة أشقى الأولين.
(٢٣) جمال الدين الحسيني الشيرازيّ المتوفى ١٠٠٠ ه قال في (أربعينه) بعد ذكر حديث الغدير ونزول آية سأل سائل في القضية : أصل هذا الحديث سوى قصة الحارث تواتر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو متواتر عن النبي أيضا ، رواه جمع كثير وجم غفير من الصحابة فرواه ابن عبّاس ، ثم روى لفظ ابن عبّاس وحذيفة ابن أسيد الغفاري وحديث الركبان.
(٢٤) جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن صلاح الدين الحنفي قال في (المعتصر من المختصر) ص ٤١٣ : روى أبو الطفيل واثلة بن الأسقع قال : جمع الناس عليّ بن أبي طالب في الرحبة فقال :
أنشد بالله عزوجل كل امرئ سمع رسول الله يوم غدير خم يقول ما سمع؟ فقام أناس من الناس فشهدوا : أن رسول الله قال يوم غدير خم : ألستم تعلمون أني