(٢٢) الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المكي المتوفى ٩٧٤ ه قال في «الصواعق المحرقة» ص ٢٥ عند ردّ استدلال الشيعة بحديث الغدير : وجواب هذه الشبهة التي هي أقوى شبههم يحتاج إلى مقدمة وهي بيان الحديث ومخرجه ، وبيانه : أنه حديث صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، فطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا ، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثلاثون صحابيا ، وشهدوا به لعليّ لمّا نوزع أيام خلافته كما مرّ وسيأتي ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا التفات لمن قدح في صحته ولا بمن ردّه بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحجّ مع النبيّ ، وقول بعضهم : إن زيادة اللهم وال من والاه ، إلى آخر موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبي كثيرا منها ، ثم تكلم في مقام الردّ عليه في تواتره تارة ، وفي مفاده أخرى فقال : ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح أنه صلىاللهعليهوسلم خطب بغدير خم تحت شجرات فقال : أيها الناس؟ أنه قد نبأني اللطيف الخبير ..
وقال في ص ٧٣ في عدّ مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام : الحديث الرابع : قال صلىاللهعليهوسلم يوم غدير خم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. الحديث وقد مرّ في حادي عشر الشبه وأنه رواه عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثلاثون (١) صحابيا وأن كثيرا من طرقه صحيح أو حسن ، ومرّ الكلام ثم على معناه مستوفى ، وقال في شرح همزية البوصيري ص ٢٢١ في شرح قوله :
وعليّ صنو النبيّ ومن |
|
دين فؤادي وداده والولاء |
أي مناصرته والذبّ عنه والردّ على من نازع في خلافته ، ولم يبال بوقوع الإجماع عليها وعلى من خرجوا عليه ونازعوه الأمر ورموه بما هو بريء منه ، وذلك عملا بما صحّ عنه صلىاللهعليهوسلم وهو : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، إن عليا مني وأنا منه ، وهو وليّ كل مؤمن بعدي ، ولتأكيد الذب عنه لكثرة أعدائه من بني
__________________
(١) هؤلاء هم الشهود للإمام علي عليهالسلام يوم الرحبة لا كل رواة الحديث.