في جلّ أيامه ، ولذا لم يقدر على نصر أخص الناس به وهو سيّدة النساء فاطمة روحي فداها عند ما غصب أبو بكر حقها وضربها عمر وكسّر أضلاعها وأسقط جنينها ، مع علم الإمام عليهالسلام بأنها محقة في دعواها فلا بدّ إما أن يكون كلام رسول الله وقوله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» كذبا وحاشاه ، أو بيانا لإمامة عليّ أمير المؤمنين وهو المطلوب.
القرينة الثانية :
إن تفريع قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «... فعلي مولاه» بحرف (الفاء) العاطفة التي لا يبتدأ بها الكلام ، يقتضي تفريع هذا على ما جاء في صدر الحديث الذي قرّر فيه الرسول ولاية نفسه بقوله: «من كنت مولاه» الذي يراد به أولويته على الناس وفرض طاعته وإمامته عليهم بلا ريب ، فدل على أنه الأولى دون ما سواه لما ثبت من حكمته عليه وآله السلام وأراد به البيان ، إذ لو لم يرد ذلك وأراد ما عداه لكان مستأنفا لمقال لا تعلق له بالمتقدم ، جاعلا لحرف العطف حرف استيناف ، وهذا لا يقع إلّا من أحد نفسين :
إما جاهل باللغة والكلام.
وإما قاصد إلى التعمية والألغاز.
ورسول الله يجلّ عن الوصفين ، وينزّه عن النقص في الصفات ، وذلك لأن الكلام إنما يلقى بغرض التفهيم والتفاهم بين الناس ، والعارف باللغة إنما يريد ما هو الظاهر منه ، وإلّا لنصب قرينة على إرادته غير الظاهر ، ومع عدم نصبها فالكلام يحمل على ظاهره ، وما هو الأصل فيه ، ودعوى عدم إرادة الظاهر ولو مع عدم نصب القرينة على غير الظاهر ، لا تصدر إلا ممن يجهل بأصل اللغة ، وبأساليب التعبير المتعارفة عند البشر ، أو يكون ذلك أمرا متعمدا يريد المتكلم به الألغاز في كلامه وعدم إيضاحه والتعمية لمعناه ومراده.
والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أفصح من نطق بالعربية فيجلّ عن الأول ، كما أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يجلّ عن