اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ..) بزمن نزول الآية؟ فإن أجاب بنعم ، فعليه أن يحمل ولاية رسول الله حينئذ على نزول الآية ، وهذا لم يقل به أحد من المسلمين.
ثانيا : إن حذف المتعلق بقوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) دليل العموم ، وحيث لم يذكر القيد دل ذلك على شمولية ولايته لما قبل استلامه الخلافة الظاهرية ، ولو أراد التقييد لكان عليه أن يقيّد ـ حسب مقدمات الحكمة ـ وحيث لم يفعل يبقى الإطلاق على حاله ، ويثبت المطلوب.
(١١) قال أبو شكور محمّد بن عبد السعيد بن محمّد الكشي السالمي الحنفي في ـ التمهيد في بيان التوحيد ـ قالت الروافض : الإمامة منصوصة لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بدليل أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جعله وصيا لنفسه وجعله خليفة من بعده حيث قال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. ثمّ هارون عليهالسلام كان خليفة موسى عليهالسلام فكذلك عليّ رضي الله عنه.
والثاني : وهو : أن النبي عليهالسلام جعله وليّا للناس لمّا رجع من مكّة ونزل في غدير خم فأمر النبي أن يجمع رحال الإبل فجعلها كالمنبر وصعد عليها فقال : ألست بأولى المؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : نعم ، فقال عليهالسلام : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، والله جلّ جلاله يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) الآية. نزلت في شأن عليّ رضي الله عنه دل على أنه كان أولى الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثم قال في الجواب عمّا ذكر : وأمّا قوله : بأنّ النبيّ عليهالسلام جعله وليّا ، قلنا : أراد به في وقته يعني بعد عثمان رضي الله عنه ، وفي زمن معاوية رضي الله عنه ونحن كذا نقول. وكذا الجواب عن قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية. فنقول : إن عليّا رضي الله عنه كان وليّا وأميرا بهذا الدليل في أيامه ووقته وهو بعد عثمان رضي الله وأما قبل ذلك فلا.