وإظهار فضلهم على سائر الأمة من الأقارب والأباعد والأكابر والأصاغر ، فلا معنى لما زعمه الفضل بن روزبهان من لزوم أنهم أقرب إلى الأمة منه ، وليس هو معتقدا للعلّامة الحلي (قدسسره) ولا يجوزه أحد من الإمامية ، ولكن يجوّزه الباقلاني الأشعري القائل بجواز أن يكون في أمة محمّد من هو أفضل من محمّد مذ بعث إلى أن مات (١). وهو لازم مذهب الأشاعرة من نفيهم للحسن والقبح العقليين.
٢ ـ إنّا لا نسلّم أن عادة المباهلة ما ذكره ابن روزبهان من جمع الأهل والأولاد ، بل قد تكون جمعا ، وقد تكون إفرادا ، ولو كان كذلك ، لكان ضمّ العباس بن عبد المطلب (الذي استسقى به أبو بكر وعمر (٢)) وغيره من بين هاشم أدخل في الهيبة من ضم طفلين وأمهماعليهمالسلام ، ولكان اشتمل من الاكتفاء بآل العباء ، مع أن شمول البهلة للمباهل مما لا يظهر مدخلية في ذلك ، بل الظاهر كفاية اختصاصه بنفس المباهل ، وما ذكره الله تعالى في القرآن لا يدل على تقرير عادة المباهلة على ذلك ، بل الظاهر أنه تعالى أمر النبيّ وآل العباء معه لقربهم من جنابه الأقدس ، فظهر أن إظهاره للسر المذكور إنما هو نتيجة أكل الحشيش (٣).
ولو سلّم شوم ذلك الاعتقاد ، فمعارض بما سيرويه الناصب في فصل تبرأ الصحابة عن عثمان ، حيث روي عن عثمان أنه قال مخاطبا للمسلمين المحاصرين له في داره : أنشدكم الله تعالى والإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله كان بثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا ، فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض ، فركضه برجله فقال : اسكن ثبير ، فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان. فإن هذا صريح في استسعاد النبيّ بأبي بكر وعمر وعثمان في دفع الخوف والبلية ، وبما ذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة في الفصل الرابع في فضائل عمر بن الخطاب حيث قال : أخرج أبو داود عن عمر أن رسول الله قال له : لا تنسنا يا عمر من دعائك.
__________________
(١) دلائل الصدق ج ١ / ٣٧٤ ، نقلا عن ابن حزم في أول الجزء الرابع من الملل والنحل.
(٢) صحيح البخاري ج ١ / ٣٠٥ ح ١٠١٠.
(٣) إحقاق الحق ج ٧ / ٤٢٨.