قالت : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الحق مع عليّ وعليّ مع الحق ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (١).
وروى المؤرخ الشهير ابن قتيبة الدينوري قال : أتى محمّد بن أبي بكر فدخل على أخته عائشة ، قال لها : أما سمعت رسول الله يقول : عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ ، ثم خرجت تقاتلينه بدم عثمان (٢)؟!
قال الفضل بن روزبهان :
صحّ في الصحاح أن رسول الله قال لعمّار : ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ، وباقي ما ذكر إن صحّ دلّ على أن عليّا كان مع الحق أينما دار وهذا شيء لا يرتاب فيه حتى يحتاج إلى دليل بل هذا دليل على حقية الخلفاء لأن الحق كان مع عليّ ، وعليّ كان معهم حيث تابعهم وناصحهم فثبت من هذا خلافة الخلفاء وأنها كانت حقا صريحا ، وأما من خالف عليّا من البغاة فمذهب أهل السنة والجماعة أن الحق كان مع عليّ وهم كانوا على الباطل ولا شك في هذا. انتهى.
لا يرتاب ذو عقل أن ظاهر الخبر الشريف يقتضي عصمة أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ووجوب الاقتداء به ، لأن النبيّ لا يجوز أن يخبر على الإطلاق بأن الحق مع عليّ ووقوع القبيح جائز عنه ، لأنه إذا وقع كان الأخبار كذبا ، ولا يجوز عليه ذلك ، فمفاد الحديث هو العصمة التي هي شرط الإمامة ، ولا معصوم غيره من الصحابة بالاتفاق.
وأما قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الخبر : لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فإن «لن» لنفي المستقبل عند أهل العربية ، فيجب أن يكون الحق والقرآن مع الإمام عليّ عليهالسلام لا ينفكان عنه ، وإذا كان الحق والقرآن لا ينفكان عنه أبدا بمقتضى الحديث الشريف فلا شك حينئذ بثبوت الإمامة له ، وبطلان إمامة أبي بكر وعمر وعثمان.
__________________
(١) تاريخ بغداد ج ١٤ / ١٤ ، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١١٩ ، مجمع الزوائد ج ٧ / ٢٣٥ وج ٩ / ١٢٤ ، كنوز الحقائق ص ٦٥ ، كنز العمال ج ٦ / ١٥٧ وج ٣ / ١٥٨.
(٢) إحقاق الحق ج ٥ / ٦٣٦ نقلا عن الإمامة والسياسة ج ١ / ٧٨.