نصا ووصية ، إما جليا وإما خفيا ، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده ، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده ، وقالوا : ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة ، وينتصب الإمام بنصبهم ، بل هي قضية أصولية ، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل إغفاله وإهماله ، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله» (١).
ولفظ «الشيعة» اصطلاحا وإن صدق مجازا على غير المعتقدين بإمامة باقي الأئمة عليهمالسلام كفرقة الزيدية والإسماعيلية والفطحية وغيرهم من الواقفية ، إلا أنه حقيقة مختص بمن اعتقد بالأئمة الاثنى عشر ، أولهم مولى الثقلين علي بن أبي طالب عليهالسلام وآخرهم مهدي الأمم صاحب الزمان عجّل الله فرجه الشريف ، ويعتقد الشيعة الإمامية أن كل من لم يوال بقية الأئمة بعد الإمام علي عليهالسلام هو كمن لم يعتقد به عليهالسلام وذلك للأحاديث المتواترة عن أئمتهم عليهمالسلام.
قال الشيخ المفيد (قدسسره):
واتفقت الإمامية على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ على إمامة الحسن والحسين بعد أمير المؤمنينعليهالسلام وأن أمير المؤمنين عليهالسلام أيضا نصّ عليهما كما نصّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. وأجمعت المعتزلة ومن عددناه من الفرق سوى الزّيدية الجارودية على خلاف ذلك ، وأنكروا أن يكون للحسن والحسينعليهماالسلام إمامة بالنصّ والتوقيف.
واتّفقت الإمامية على أنّ رسول الله صلوات الله عليه وآله نصّ على علي بن الحسين وأنّ أباه وجدّه نصّا عليه كما نصّ عليه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه كان بذلك إماما للمؤمنين. وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيديّة والمرجئة والمنتمون إلى أصحاب الحديث على خلاف ذلك ، وأنكروا بأجمعهم أن يكون علي بن الحسين عليهالسلام إماما للأمّة بما توجب به الإمامة لأحد من أئمة المسلمين.
واتّفقت الإمامية على أنّ الأئمة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر إماما ، وخالفهم
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ج ١ / ١٤٦.