فهو كافر بالله العظيم (١) ، وقد قال الله عزوجل « ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ ) (٢) ( هُمُ الْكافِرُونَ ) (٣) و ( الْفاسِقُونَ ) (٤) و ( الظّالِمُونَ ) » (٥).
وروى عن الرضا عليهالسلام ليهالسلام انه قال من أفتى في درهمين فأخطأ في أحدهما كفر (٦).
وروى عن الصادق جعفر بن محمّد عليهمالسلام انه قال إذا كان الحاكم يقول لمن عن يمينه وعن يساره ما ترى ما تقول ، فعلى ذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، الّا يقوم من مجلسه ويجلسهما مكانه (٧).
فمقتضى هذا الحديث ظاهر ، لان الحاكم إذا كان مفتقرا إلى مسألة غيره ، كان جاهلا بالحكم ، وقد بيّنا قبح الحكم بغير علم ، وجواب من يسأله لا يقتضي حصول العلم له بالحكم بغير شبهة ، فلهذا حقت عليه اللعنة ، ولانه عند مخالفينا ان كان من أهل الاجتهاد ، فهو مستغن عن غيره ، ولا يحل له تقليده ، وان كان عاميا لم يحل له تقلّد الحكم بين الناس ، فقد حقت لعنته بإجماع الّا ان في المخالفين من يجوّز للقاضي أن يستفتي العلماء ويقضى بين الناس.
وروى عن أبي عبد الله عليهالسلام انه قال القضاة أربعة ثلاثة في النار ، وواحد في الجنة ، رجل قضى بجور وهو يعلم انه جور فهو في النّار ، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم انه جور فهو في النار ، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم انه حق فهو في النّار ، ورجل قضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة (٨).
وهذا صريح بوقوف الحكم على العلم ووجوبه ، واستحقاق العالم به الثواب ، وفساده من دونه ، واستحقاق الحاكم من دونه النار ، وقد تجاوز التحريم بالحكم بالجور والتحاكم الى حكامه ، الى تحريم مجالسة اهله.
__________________
(١) الوسائل ، الباب ٥ ، من أبواب صفات القاضي ، ح ٢.
(٢) الى هنا ينتهى سقط نسخة الأصل.
(٣) سورة المائدة ، الآية ٤٤.
(٤) سورة المائدة ، الآية ٤٧.
(٥) سورة المائدة ، الآية ٤٥.
(٦) الوسائل ، الباب ٥ من أبواب صفات القاضي ، ح ٥ ، الّا انه مروي عن أبي جعفر عليهالسلام مع تفاوت يسير. (٧) الوسائل ، الباب ٤ من أبواب آداب القاضي ، الحديث ١.
(٨) الوسائل ، الباب ٤ ، من أبواب صفات القاضي ، ح ٦.