فإلى أيتهما اهدي ، فقال صلىاللهعليهوآله إلى أقربهما منك بابا (١).
وروى ان سليمان بن داود عليهالسلام أمر الريح ، فعدلت عن عشق قبّرة فيه فراخ لها ، فجاءت القبّرة ، فرفرفت على رأسه ، ثم ألقت إليه جرادة ، فقيل لسليمان عليهالسلام في ذلك ، فقال كل يهدي على قدره (٢).
وروى عنه عليهالسلام انه قال : نعم الشيء الهدية بين يدي الحاجة (٣).
فأما ما روى في ذمّها وكراهيتها ما روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه قال :
هدايا العمّال غلول (٤).
قال : ووصى بعض الولاة أحد كفاته ، فقال إيّاك والهدية ، وليست بحرام عليك ، ولكني أخاف عليك القالة (٥).
وسال رجل مسروقا حاجة ، فقضاها فاهدى له هدية فردّها ، وحلف ان لا يقضي له حاجة ، قال فقال القوم لمسروق ، يا با عايشة ما كنا نرى ان بهذا بأسا ، فقال مسروق هذا السحت.
وأهدي الى عمر بن عبد العزيز تفاح فرده ، فقيل له انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقبل الهدية ، فقال كانت هدية النبيّ صلىاللهعليهوآله هدية ، وهي اليوم لنا رشوة (٦).
وكان يقال الهدية تعوّر عين الحكم.
وقيل اهدى رجل الى صديق له هدية ، فجزع لها ، فعاتبه أصحابه ، فقال كيف
__________________
(١) صحيح البخاري ، كتاب الهبة ، باب بمن يبدأ بالهدية ، ج ١١ ، ص ١٢٩ ، المرقم ٢٤٢٣. فيه. عن عائشة : « قلت يا رسول الله انّ الى جارين ، فإلى أيّهما اهدى؟ قال : إلى أقربهما منك بابا ».
(٢) لم نعثر عليه بعينه فيما بأيدينا من المصادر غير أنّه ورد نظيره في البحار ج ١٤ ص ٨٢.
(٣) الوسائل ، الباب ٨٨ من أبواب ما يكتسب به ح ١٢ ـ ١٨ ، وفي المصدر أمام الحاجة.
(٤) مجمع الزوائد ، ج ٤ ، ص ٢٠٠ ، كتاب الاحكام ، باب هدايا الأمراء ، عن أبي حميد الساعدي.
(٥) سير اعلام النبلاء ، ج ٥ ص ١٤٠ رقم ٤٨.
(٦) في صحيح البخاري ، كتاب الهبة ، باب من لم يقبل الهدية لعلّة ( ج ١١ ، ص ١٢٩ ) : قال عمر بن عبد العزيز : كانت الهدية في زمن رسول الله هدية ، واليوم رشوة.