أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك منّى. فالخير منّى إليك بما أوليت بداء ، والشّرّ منّى إليك بما جنيت جزاء ، وبإحسانى إليك قويت على طاعتى ، وبسوء ظنّك بى قنطت من رحمتى ، فلى الحمد والحجّة عليك بالبيان ، ولى السبيل عليك بالعصيان ، ولك جزاء الخير عندى بالإحسان. لم أدع تحذيرك ، ولم آخذك عند غرّتك ، ولم أكلّفك فوق طاقتك ، ولم أحمّلك من الأمانة إلّا ما أقررت به على نفسك ، رضيت لنفسى منك ما رضيت لنفسك منّى» ، (التوحيد ، ص ٣٤٣).
(٥٢) ومن طريقه فيه بسند آخر مسندا عن عبد الله بن عمر ، عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله باختلاف يسير ، وفيه مكان «مضى القدر» تمّ القضاء. ومكان «إلّا ما أقررت به على نفسك» إلّا ما قدرت عليه ، (التوحيد ، ص ٣٤١).
(٥٣) ومن طريقه فيه بإسناده عن عبد الله بن مسكان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام : «أنّه سئل عن المعرفة أهي مكتسبة؟ فقال : لا. فقيل له : فمن صنع الله عزوجل وعطائه هي؟ قال : نعم ، وليس للعباد فيها صنع. ولهم اكتساب الأعمال. وقالعليهالسلام: أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير ، لا خلق تكوين» ، (التوحيد ، ص ٤١٦).
(٥٤) ومن طريقه فيه وكذلك طريق رئيس المحدّثين في «الكافى» (ص ١٦٦) ، موثّقة أحمد بن محمّد بن فضّال ، عن على بن عقبة ، عن أبيه قال : «سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول : اجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس ، فإنّه ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله. ولا تخاصموا الناس لدينكم ، فإنّ المخاصمة ممرضة القلب ، إنّ الله عزوجل قال لنبيّه : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) (القصص ، ٥٦) ، وقال : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس ، ٩٩). وذروا الناس ، فإنّ الناس أخذوا عن الناس ، وإنّكم أخذتم عن رسول الله ، صلىاللهعليهوآله. إنّى سمعت أبى عليهالسلام يقول : إنّ الله عزوجل إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره» ، (التوحيد ، ص ٤١٥).
(٥٥) ومن طريقه فيه بإسناده عن محمّد بن عبد الرحمن العرزميّ ، عن أبيه عبد الرحمن ، رفعه إلى من قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرضين بخمسين ألف سنة» ، (التوحيد ، ص ٣٦٨).