بحسب الخارج ، بل بحسب جهة الوحدة فقط بخلاف هذا.
[٦] ميزان ،
معيار الحمل في الذاتيّات أن ينسب وجود ذى الذاتىّ إليها بالذات ، لا من حيث إنّها أبعاض الأمر الواحد الموجود في العرضيّات أن ينسب إليها وجود المعروض بالعرض ، لا من حيث إنّها أبعاضه. والأجزاء المقداريّة وإن كانت موجوديّتها بعين وجود المتصل الواحد ، لكن ليس من حيث إنّها أمور موجودة برءوسها اتفق أن كان وجودها عين وجود ذلك الواحد ، كما في الطّبائع [٥٥ ب] المحمولة ؛ بل من حيث إنّها أبعاض الموجود الواحد ، فلا تغاير هناك بحسب الوجود ولا حمل.
[٧] أساس
الوجود ليس إلّا نفس الموجوديّة التي ينتزعها العقل من الماهيّات ونفس تحققها بالمصدريّ ، ولا يثبت له فرد يقوم بالماهيّة سوى الحصص المعنيّة بالإضافة أو بالوصف ، كالوجود الذي لا سبب له ، والوجود المطلق ليس له خصوصيّة إلّا الإضافة إلى ما ينتزع هو منه ، ولا يتحصص إلّا بتلك ، لا قبلها.
وهذا متكرّر في كلام الشيخ الرئيس أبى على وأترابه وتلامذته ومن في طبقتهم.
ففى «التعليقات» : «الوجود [٥٦ ظ] الذي للجسم هو موجوديّة الجسم ، لا كحال البياض والجسم في كونه أبيض». وفي («التحصيل» ص ٢٨١) : الوجود ليس هو ما يكون به الشيء في الأعيان ، بل كون الشيء في الأعيان أو صيرورته في الأعيان».
وتخصيص كلّ وجود هو بإضافته إلى موضوعه وإلى سببه ، لا على أن يكون الإضافة لحقته من خارج ، فإنّ وجود الإنسان ، مثلا ، متقوم بإضافته إلى الإنسان ، ووجود زيد بإضافته إلى زيد. وإنّا إذا قلنا : «كذا موجود» فليس المعنىّ به أنّ الوجود معنى خارج ، بل نعنى أنّ كذا في الأعيان أو كذا في الذّهن. ولعلّنا نوضحه بضرب [٥٦ ب] آخر من البيان في ما نستقبله إن شاء الله تعالى.
[٨] إرشاد
فالماهيّات المتباينة لا تتحد في الوجود. وكيف ينتزع من إحداها عين المنتزع من