في وعاء الذهن يستقلّ بجريان حكم التطبيق فيه من دون أن يخرج إلى توهّم أجزاء موهومة فيه بقطع اتصاله في الوهم. فإذن الممتد الوحدانىّ المتصل الموجود في نفسه من الزمان في الأعيان متناه في جهة الأزل ، وكذلك المتصل الموجود [٢١٥ ظ] من الحركة ، فإنّ الحركة المتصلة موجودة في نفسها ، إلّا أنّ ظرف وجودها الزمان ، لا الآن. فإذن قد ثبت أنّ لهما بداية.
[٢٥] إشراق برهانىّ
أليس إذا كانت الحركة التوسّطيّة الراسمة لمحلّ الزمان من الحركة الفلكيّة والآن السيّال الراسم للزمان الذي هو مقدار حالّ فيها أزليّتين لا بداية لوجودهما ، على ما يراه المتهوّسون بالقدم ؛ استوجب ذلك أن يكون المرتسم من كلّ منهما في المدارك الخياليّة أو النفوس المنطبقة الفلكيّة ممتدّا متصلا غير متناهي المقدار [٢١٥ ب] في جانب الأزل تدريجيّا بحسب حدوث الارتسام قارّ الذات بحسب أنّ ما يرتسم في الذهن تدريجا يبقى بتمامه فيه دفعة واحدة وبجميع أجزائه الفرضيّة معا.
ثمّ أليس مقتضى البراهين امتناع لا تناهي المقدار المتصل المرتسم على اتصاله بتمامه في المدارك الوهمية والخياليّة والنفوس المنطبعة والقوى الجسمانيّة ، كما في المقدار الموجود في الأعيان ، كذلك [أى الموجود بتمامه معا. منه رحمهالله]. وكذلك لا تناهي الصور الإدراكيّة المترتّبة المنطبعة في الأذهان مجتمعة ، كما في الأعداد المترتّبة الموجودة في الأعيان معا.
وأ ليس الحكماء جميعا ، [٢١٦ ظ] بل المتهوّسون بالقدم قاطبة لا يفصلون بين الصور الإدراكيّة المنطبعة في الأوهام وبين المعدودات أو الأعداد الموجودة في الأعيان في حكم امتناع اللّانهاية مهما تشاركت في استجماع وصفى الترتّب والاجتماع لكن في الانطباع في الأوهام لتلك وفي الوجود في الأعيان لهذه ، ولا بين الكم المتصل المرتسم على امتداده في الذهن والكم المنفصل المنطبع فيه في ذلك الحكم إذا كان المرتسم فيه على قرار الذات بتمامه دفعة واحدة ، والمنطبع على اجتماع الآحاد المترتّبة المنطبعة معا على التفصيل ؛ ويستيقنون امتناع التسلسل واللّانهاية في الأمور [٢١٦ ب] الذهنيّة والكم المتصل المتخيّل ناصّين على أنّ جواز التسلسل فى