المساق الأوّل
في مقدّمة ما أريد تقديمه ،
وفيه ترع
التّرعة الأولى
في أوعية الوجود وأحوال الموجود بحسبها وما يلتصق بذلك
فصل (١)
يبتدأ منه مأخذ النّظر [٢١ ب] في الامتداد الزّمانىّ وما نيط به تقرير الزّمان. وإن أنكر المتكلمون وجوده ، فالّذى يشبه أن يكون ظاهر الإنيّة وإن كان خفىّ الماهيّة على وفق ما ذهب إليه المحققون من الحكماء ممتدّا امتداد الكميّات المتصلة به تتكمّم الحركة.
[١] تنبيه تحصيليّ
أليس بعض الحوادث بوجوده أو عدمه يسبق بعضا ، بحيث يمكن للعقل بمعونة الوهم أن يتصوّر مرور أمر ممتدّ بهما ، فيختصّ كلّ منهما بجزء معيّن منه ينطبق هو عليه. فهذا نحو من القبليّة والبعديّة. وما أسهل لك بسليم ذوقك أن تحكم على الوجود والعدم من حيث [٢٢ ظ] هما وجود وعدم ، أو من حيث الإضافة إلى أشخاص معيّنة من الماهيّات ليست بينها علاقة التقدّم والتأخّر من حيث هي تلك الأشخاص بامتناع عروض تلك القبليّة والبعديّة لهما بالذّات ، فالمعروض بالذّات هو ما نسمّيه الزّمان.
وأنت إذا فتّشت وجدت المنكرين في الاعتراف من حيث هم لا يشعرون ، فإنّ جمهورهم يقسمونه إلى أجزاء يعبّرون عنها بالقرون والسّنين والشّهور والأيّام والسّاعات ، لا على أنّه مجرّد اعتبار من عقولهم أو اختراع من أوهامهم.